الخلاصة:
لا تزال تكنولوجيا النانو (التقنيات المتناهية في الصغر)، تحمل إلينا يوميا الكثير من المفاجأت المذهلة في مجالات الحياة كافة، فمع الزيادة السكانية العالمية المتزايدة، وتفاقم مشكلة الإسكان، ومع التوجهات العالمية نحو ترشيد الطاقة، واستخدام الطاقات المتجددة، وإنتاج مواد صديقة للبيئة، بدأ الكثير من المراكز البحثية العلمية العالمية في التوصل إلى مواد بناء منخفضة التكاليف بتكنولوجيا النانو، وبمواصفات وميزات خاصة فريدة وكثيرة، تسهم في بناء «مباني الثانو»، لنقول وداعا لاستخدام الخرسانة المسلحة ومواد البناء المكلفة
فمجال التشييد والبناء، يعد أحد أهم التطبيقات الحديثة المشرقة لهذه التكنولوجيا الواعدة، حيث تسهم هذه التكنولوجيا في إنتاج مواد بناء ذات ميزات وخصائص حرارية وكهربائية وفيزيائية وكيميائية وميكانيكية فريدة، فسوف تتمكن مباني الثاني من مقاومة درجات الحرارة العالية، والإشعاعات الضارة، والحماية من الحرائق، والقدرة على التنظيف الذاتي، كما ستتمكن المباني من صيانة ومعالجة أي تشققات وتصدعات مبكرا وإصلاحها بنفسها بصورة مباشرة وتلقائية. وسوف تدخل تكنولوجيا النانو في إنتاج مواد البناء لتحسين خصائصها ووظائفها، مثل المواد المستخدمة في الدهانات الطلاءات والمواد المضافة للخلطات الخرسانية ، مثل السيليكا (رمال السيليكا او ثاني أكسيد السيليكون)، والمواد الإسمية، والجنسية، والبلاط والسيراميك، وتحسين صناعة الزجاج وصناعة الأخشاب وصناعة الحديد الصلب، ورفع كفاءة الطاقة في المباني و غيرها، لتجعلها خفيفة الوزن و أكثر قوة ومتانة ومقاومة للتصدعات والتشققات والتأكل، ولتفيد في حماية الأسطح والجدران من التصاق الغبار والملوثات، والمحافظة على ثبات درجات الألوان، والعزل الحراري، ومقاومة الأشعة فوق البنفسجية ومقاومة الرطوبة، وتكون الضباب على الزجاج، كما ستتمكن من تنظيف الأسطح الصورة ذاتية وتلقائية، هذا بالإضافة إلى الخصائص البيئية، متمثلة في مساعدة مواد البناء في التقليل من كمية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في البيئة، وبالتالي المحافظة على سلامة النظام البيتی