xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
يطيب لي أن أقدم بين يدي القارئ الكريم سواء كان من متخصصی دراسة الآثار الإسلامية أو من المحبين لها مجموعة من الدراسات والأبحاث المتنوعة في مجال من أهم مجالات هذا الحفل العلمي ، وهو مجال الكتابات الأثرية الذي لم يكد يبعد بنا عن دراسة الفروع الأساسية للآثار الإسلامية إلا وهو يلاصقها أو يعانقها والكتابة الأثرية للعمارة تزيدها على زينتها توثيقة وتأصيلا وهي للفنون الإسلامية تثبتها تحديدا وتقييمأ وهي كذلك بالنسبة للتصوير الإسلامي في المخطوطات تعطبه تشويقا وتفعيلا ومن ثم فإن دراسة الكتابات الأثرية الإسلامية توضح بجلاء الأهداف العامة من ورائها كالأغراض الجمالية والأغراض التسجيلية التذكارية
ويمكن لنا أن نقرر ان شواهد وتراكيب القبور الإسلامية قد جمعت في كتاباتها بين الغرضين جميعهما، الجمالي والتسجيلي ، وذلك لأن المتتبع لدراسة اشكال الخطوط التي كتبت بها يرى مدى تنوعها وتطورها على مدار العصور التاريخية الإسلامية ليلحظ بشيء من اليقين أن مثل ها النوع من الكتابات قد حفظ لنا بصدق ما نستطيع أن نتطلع إليه من معايشة ومواكبة انواع هذه الخطوط التي نقشت في عصورها ونعاينها عين اليقين وذلك لدرجة حفظها الجيد.
ومن ناحية أخرى فإن الغرض التسجبلي أو التذكاري الذي تطرحه علينا مضامين هذا النوع من الكتابات لا يخفى مالها من أهمية كبيرة في إجلاء الحقائق وبيانها عن حالة المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والفنية وربما السياسية أيضا في عهود كتاباتها، فقد تحمل لنا تلك المضامين أسماء أعلام لأصحاب التراكيب والشواهد كما سنرى من خلال بحوث هذا الكتاب وكذلك أوضاعهم ومواقعهم في المجتمع ومن ثم بيان حالة المجتمع كله في ذلك الحين.
ويمكن القول بأن كتابات شواهد القبور الإسلامية بصفة عامة بعد نشرها ودراستها دراسة مستفيضة قد تمكن من نسبة المنشأة ، دينية كانت أم مدنية أم
جنائزية إلى شخص بعينه أو مجموعة أشخاص ، كذلك لأنه في بعض الأحيان نجد أن المنشاة - وذلك فيما بعد العصر الأيوبي على الأرجح قد يكون هو مركزها وحوله المدرسة أو السبيل والكتاب أو الجامع وربما يكون شاهد القبر أو تركيبته بما عليها من كتابات وثائق هامه في نسبة المنشأة لصاحب الضريح أو عدم نسبتها إليه او حتی بیان امتحان الضريح عليها في حالة التثبت من نسبة المنشأت أو النشأة الملحق بها الضريح بما فيه من تركيبة وشاهد إلى شخص أخر.
كما أن كتابات الشواهد والتراكيب قد توضح لنا التأثيرات المتبادلة بين الشعوب الإسلامية في نطاق الخلافة أو السلطنة أو الدولة الإسلامية كالتأثيرات العربية في الفارسية والتركية العثمانية على المنطقة العربية وغير ذلك يستنبط من كتابة نقوشها بلغة معينة وحروف عربية أو بنسبة أشخاصها نسبة صحيحة إلى قطر بعينه وانتقاله للعيش في قطر لآخر ومن ثم تحديد مثواه فيه ونرى ذلك جلية في بحث يتصل بمجوعة من الأتراك العثمانيين سكنوا مدينة رشيد في العصر العثماني ولا ماتوا أثروا أن يدفنوا بها على العودة إلى موطنهم الأصلي.