الخلاصة:
تمارس فنون الاحتجاج عبر التاريخ وتوفر لنا نظرة ثاقبة حول كيف يفكر الآخرون ويشعرون بشأن القضايا المهمة وغالبًا ما تكون مثيرة للجدل و النقد الاجتماعي، باستخدام أشكالًا متخصصة من الإبداع الفني كأعمال الفن التشكيلي، الملصقات الفنية ، الميمات ،الكتابات على الجدران، فن الشارع ، الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في محاولة للوصول إلى جمهور أوسع، وعندما يسعى الفنانون إلى إجراء تغييرات يستخدمون الرموز المعروفة أو المشفرة للمساعدة في توصيل رسالتهم، فتستثير التساؤلات حول توريتها واستعاراتها المستنبطة من عوالم غير بصرية. ومع تطور عملية التشفير التي تشتمل على العديد من التقنيات يلتقي الفن والتشفير ليعكس تحولات ثقافية وجماليات ذات رموز خفية يمثل الرمز فيها تركيباً ثقافيًا وتاريخيًا، التحول في المفاهيم الفنية والجمالية، وبأسلوب يفكك آلية التفكير التقليدي حول الفن، ذلك التفكير الذي يخضع لمنطق التراتبية، وهذا ما يجعل وصف لغة الفن " بالهجينية، التي تجمع بين التمثيلي، والتجريدي، وبين التقليدي وغير التقليدي، والبسيط والمعقد، وتزاوج المعاني المتناقضة. وفي حين تمثل السيميولوجيا Semiology ثقافة العلامات والرموز للواقع الاجتماعي وما تحمله من مؤثرات ومؤشرات مما يساهم في تصميم أشكال جديدة من التواصل وظهور معاني جديدة ترتبط بشكل تفاعلي بلغة وثقافة العصر في مزيج من الأنظمة المختلفة. ولا يمكننا أن نبدأ القراءة التحليلية دون معرفة أبعاد هذه اللغة الرمزية الموجودة في بعدها السيميولوجي، ومن ثم يهدف البحث إلى دراسة تحليلية لنماذج من تجارب سيميولوجية فن الاحتجاج بتقنيات التكنولوجيا المشفرة حول العلاقة بين (الدال – المدلول) للكشف عن الرموز والأفكار القائمة على أسس ثقافية وتاريخية واجتماعية من خلال: الدال (المعنى الرمزي): (علامات، وإشارات، ورموزا، وأيقونات، واستعارات)، المدلول (ما وراء الرمزية: سيميولوجيا: التواصل – الدلالة - الثقافة).