xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
تتزايد أعداد المسنين فى کل المجتمعات المتقدمة والنامية بوجه عام، حيث کانت نسبة المسنين في العالم عام (2000) حوالي (590) مليون وصلت الى حوالي (976) مليون نسمة عام (2020) أي الى الضعف تقريبا في (20) عام فقط. نتيجة زيادة اهتمام المجتمعات بصحتهم ورفاهيتهم ، فأصبحت هذه الفئة تتمتع بحالة صحية جسمية، عقلية، نفسية، انفعالية، جيدة تسمح لهم بمتابعة العمل والعطاء مما يستوجب الاستفادة منهم في ضوء کم الخبرات الزاخر الذى حصلوا عليها في شتى مجالات الحياة و خلال سنوات عملهم السابقة، وإتاحة الفرصة لهم للمساهمة في تنمية وخدمة مجتمعاتهم المحلية في هذه الفترة الحرجة التي يمر العالم خلالها بجائحة کرونا التي تستوجب تضافر جميع الجهود على کافة الأصعدة بين الحکومات، والمنظمات، والمؤسسات، والأفراد في جميع مراحلهم العمرية.
ففي ظل شبح جائحة کرونا (کوفيد-19) التي تتفاقم آثارها في جميع المجالات، من الصحة إلى الاقتصاد، و الأمن، الحماية الاجتماعية، التعليم،...إلخ. وما نتج عنها في کافة المجتمعات من أزمات متعددة على رأسها الأزمات المالية والاقتصادية وسعى الحکومات إلي بذل الجهود المضنية لمواجهة هذه الأزمات، وإيجاد الحلول التي تساهم في تقليص حجم الخسارة الناتجة منها، وجب تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد خاصة البشرية، في المساهمة الفاعلة للتصدي لهذه الجائحة، ومن الفئات الهامة التي يجب الاستفادة منها بشکل أمثل فئة المسنين، فهي من الفئات التي لا يجب غفلها حيث لا يقل دورها أهمية في المساعدة لمواجهة تلک الجائحة عن فئة الراشدين أو الشباب (13).
فالاستفادة من المسنين المتقاعدين في أحداث التنمية وخدمة المجتمع في هذا الوقت الحرج في حياة المجتمعات يمکن أن يتخذ أدوار جديدة عدة تتناسب مع قدراتهم وخبراتهم وطبيعة المرحلة الحالية في حياتهم(10).
حيث تبرز أهمية الاستفادة من خبراتهم في التدريب والتطوير ونقل الخبرات للشباب مما يساهم في تطوير قدراتهم، و خبراتهم في حياتهم المهنية فيصبحون کالمحترفين والخبراء ويکون لديهم معرفة تامة بالعمل و أسراره مما يدفع عجلة التنمية في المجتمعات ويساعد في تجاوز الأزمات (1)، ويشعر المسنين المتقاعدين بأنهم لهم يد فاعلة ومشارکة حقيقة في أحداث التطور في مجتمعاتهم بدل شعورهم باستغناء عن خدماتهم الذى يؤدى إلى إصابتهم بالفتور، وقد يدفع بهم الى کثير من الامراض وضعف المناعة الذى يجعلهم أکثر عرضة للإصابة بمرض کرونا المستجد (کوفيد-19) فيصبحون معرقلين للتنمية بدل دافعين لها.(2)