الخلاصة:
الحمد لله الواحد الخلاق، قالت السبع الطباق، ومقدر الآجال والأرزاق، شرع النكاح مع الوئام والوفاق، وشرع عند عدمه الطلاق؛ ليتفرقا على وفاق، ويغني الله کلا من سعته بعد الفراق..
وأصلي وأسلم على سيدنا محمد المبعوث بمكارم الأخلاق.
وبعد ... فإن أبغض شيء إلى الحياة الأسرية السعيدة ما يفرق جمعها، ويشتت شمل أبنائها، ويبدل أنسها وحشة، وألفها بغضا..
إلا أن مثل هذا الحال قد يكون علاج لمرض عضال، يستساغ عند زمانة المرض، ولا يكون هناك بد منه كما قال الشاعر: إذا لم تكن إلا الأستة مركب فيها حيلة المضطر إلا ركوبها
نعم قد یر کب الرجل الذي بنى وأسس، وشيد و جصص؛ هذه الأسنة، وهي حادة تجرح وتؤلم، لكنه قد يستسيغها إذا كان هناك من ينغص حياته، ويؤرق مضجعه ليلا ونهارا، وسرا وجهارة، فيما قيدة الحياة الزوجية مع ذلك؟ وقد كان يريد أن يربع ويرتع، ويعيش في جو هادئ، وأسرة سعيدة..
إذن فالطلاق في هذا الحال خير وسيلة، وهو من باب ارتكاب أخف الضررين، وأهون الشرین كما قالوا: رضيت ببعض الذل خوف جميعه ا
كذلك بعض الشر أهون من
بعض
لقد شرع الإسلام الطلاق في مثل هذه الحالة؛ رأفة بالزوجين، ورحمة بالبنين والبنات الذين قد تكون حياتهم تعيسة مع خصام دائم، وهم ملازم، ولكن شرعه بما يجعله دواء مطلوب، وليس جرحا مؤلما على جرح سابق، فجعله مرتبا به قدمات نافعة، تتبعها نتائجه محققة، فلو أن الناس اتبعوا هذه الآداب لكانوا بین خیارین کلاهما نافع غير ضار، إما صلاح واستقامة، أو فراق بلا ندامة