xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
من المعروف أن التراث الإنساني لم يولد فجاة بل كانت هناك دائما مقدمات لذلك التراث وقد عرف فن
الزجاج منذ بداية التاريخ في عمل أدوات الزينة والأدوات الاستخدامية اليومية والأسلحة والأدوات الدفاعية
كما ارتبط ارتباطا وثيقا بالعمارة وكثير من الأعمال محفوظة في متحف التاريخ الطبيعي بشيكاغو وجميع
متاحف العالم لا تخلو من عمل فني من أعمال الزجاج.
والواقع أن قصة الزجاج لا تسير في خط منتظم وذلك بسبب الظروف والأهداف والمصادر البالغة
الاختلاف عن فن وصناعة الزجاج من عصر الى عصر ومن بلد الى بلد اخر يختلف جغرافيا وثقافيا
وحضاريا وقيل أن صناعة الزجاج ليست مجرد صناعة ذات طابع يقوم على المنفعة وحدها وانما هي
حتى ابتكار فطرى تلقائي انبثق من روح الإنسان ويتحقق بفضل براعتة الفنية فهو اذن فن من الفنون
النفعية التي برع فيها المصريون القدماء قبل عصر الأسرات في عمل العيون الزجاجية التي استخدمت
في ترصيع الأقنعة والتماثيل والتوابيت وبعد عصر الأسرات بدأ يحاكي الواقعية والغرض النفعي وقد ترك
لنا فناني هذه الفتره الكثير من العقود والزجاجات العطرية والتماثيل الزجاجية التي تشهد على براعتهم في هذا الفن وبعد عصر النهضة الاوربية اخذ الفن بصفة عامة الطابع الابداعى المستقل عن الارتباط بالزينة والعمارة بل اصبح فنا له قواعدة ومتطلباتة واستمر فى تطورات متعددة ضمن حدود مفاهيمة الجمالية وعلومة الفنية الى ان حاول الفلاسفة ابرازها بنظريات واراء متعددة .
وكان الفن في هذه الفترة يحاول نقل الواقع نتيجة لبراعه الفنان في عملية المحاكاة بالدخول في أعماق
الموضوع ليبرز المضمون القصصي أو الخيالي أو الدخول في القيم الجمالية التي تعيد الفن على
الكلاسيكية وتقليدها خاصة في أعمال الزجاج المعشق بالكنائس والكاتدرائيات وهكذا ظهرت اتجاهات
وقدرات مختلفة في نظريات الفن وخدمة الفن للفن كعمل ابداعى وانني من خلال بحثي وقراءتي في علوم
ونظريات الفن أؤكد على أن العصر الإسلامي كان أقرب الى نظريات الفن للفن فقد اهتم الفنان المسلم
بالأعمال الفنية من أجل الجمال والتزين وليست من أجل محاكاة موضوعية عامة.