الخلاصة:
إن التطور العلمي في العصر الحديث قد جعل فناني ومصمم العمارة في العالم متقاربين وعلى اتصال
عن طريق الحاسبات الإلكترونية وشبكات المعلومات والأقمار الصناعية التي أصبحت متصلة بجميع أجزاء الكرة
الأرضية كما أتاح العصر الحديث بوسائله العلمية المتقدمة وطرق التحليل والاختبارات المعملية والإنفراد
والإشعات الطيفية المختلفة التي يمكن عن طريقها معرفة تكوين الخامات وتحديد المواصفات والخواص الكيميائية
والطبيعية لها والتي ساعدت على اكتشاف خامات للعمارة والديكور لم تكن موجودة من قبل وساعد على انتشار
الفكر المعماري المعاصر في التصميمات وأصبحت العمارة متشابهة إلى حد كبير نظرا لأن التقنيات والخامات
أصبحت متداولة ومتوفرة بالأسواق العالمية. وأصبحت المواصفات البيئية والمناخية المختلفة التي كانت تتناسب
مع كل مبنى معماري وكل بلد طبقاً لطبيعتها البيئية والتراثية والمناخية ليست متوافرة فالعمارة هي محصلة
لثقافات وخبرات الحضارات المختلفة السابقة واللاحقة مع إضافات الفكر والتكنولوجيا الحديثة والمناسبة لكل بيئة
والعمارة المصرية تتعرض لمناخ خاص حيث أشعة الشمس القوية والأتربة والرياح في فترات متعددة كان لها
تأثير في الملامح العامة للعمارة حيث اختلفت باختلاف الحضارات المتعاقبة على مصر ابتداء من الحضارة
الفرعونية ثم القبطية والممل وكية التي ازدهرت وانتشر استخدا م المشربيات الخشبية والقباب والزجاج المعشق
بالجبس والملون فيها اوصبحت الواجهة المعمارية المملوكية في مصر لها سمات عالمية تنقلها البلاد الأخرى من
حيث الجمالية والنفعية في التكوين والشكل المعماري ثم جاءت فترة حكم أسرة محمد علي وظهرت العمارة بشكل
جديد يجمع بين الت ا رث المصري والمدارس المعمارية العالمية ليولد عمارة ذات طابع مصري فريد. وفي ظل
التطور الحالي والتقدم التكنولوجي في العمارة حاول الكثير من المعماريين أن يؤكدون على ظهور فكر وصياغة
جديدة للعمارة المصرية تتفاعل مع البيئة وترتبط بالمناخ وتعمل على حل مشاكل فقدان الطاقة في فصل الشتاء
والارتفاع المتزايد لدرجة الحرارة صيفاً فكان لزاماً التغير في الواجهات المعمارية واستخدام الزجاج الجديد الذي
يلبي الاحتياجات التصميمية والنفعية للعمارة المصرية وقد تم الاستفادة من الزجاج ذو الخواص الجديدة المميزة
والتي تلبي احتياجات ومتطلبات البيئة من انعكاس الحرارة والتغير اللوني طبقاً لاختلاف الضوء وأيضاً ليحقق
التواصل البصري والخصوصية في الواجهات المعمارية المصرية إلا أن التكسيات الجدارية المعمارية لم تكن
بالقيم الجمالية المطلوبة للتفاعل مع العمارة الحديثة مما وجب علينا دراسة كيفية الحصول على مواد للتكسيات
المعمارية تناسب البيئة المصرية ولقد وجد أن البلاطات المزججة والموزاييك من أهم المواد الصالحة لهذا المناخ
ولقد تم الاستفادة من الخامات المصرية المتوافرة في البيئة مثل الدولوميت والحجر الجيري والكاولين والرمال
بلإضافة إلى الصودا آش "كربونات الصوديوم" وبعض العناصر الكيميائية الملونة لإنتاج أنواع من البلاطات
المزججة والموزاييك الزجاجي تصلح في الواجهات والأعمال الفنية المعمارية بمصر.