xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
الحضارة الإسلامية كانت ولا تزال وستظل دائما فياضة بكل ما يضئ ويفيد ويثرى الحياة ويفتح الافاق أمام الإنسان والمجتمع وهى شاهد على عصور النهضة الإسلامية والتقدم الذى واكب هذه النهضة في
كل المجالات وعلى مر العصور والعهود كما انها وهذا هو المهم تصطبغ بروح الإسلام وتستلهم
تعاليمة العظيمة وتقدم الفن الإسلامي في أروع صورة وأبهى تكويناتة تلك التي أبدعها فنانون دخلوا
التاريخ من أوسع أبوابة .
وهكذا يمكن القول بكل ثقة وبدون أى مبالغة أن الفن الإسلامي حافل بكل الإمكانات والإبداعات التي
تميزه عن غيره وتجعل له طابعا خاصا والتي تفرد له مكانا شامخا في مواجهة كل الفنون في كل البلاد
وفي كل العصور .
ومن هنا اهتمت الدول جميعها بهذا التراث الخالد وخصصت له مكانة عالية في متاحفها حيث كان له
الشخصية الذاتية التي تتواءم تواؤما فذا مع الفكر الإسلامي وفي نفس الواقت مع مقتضيات المكان في
كل اقليم من الأقاليم التي ازدهرت فيها الفنون الإسلامية ولاشك أن من أسباب عظمتة انة ثمرة من ثمار
القوانين الكبرى التي حكمت هذا الوجود وكذلك فان التعبير عن الفن الإسلامي لم يتعارض مع تصور
المسلمين للعالم الذى يحيط بهم ومن هنا كانت شخصية هذا الفن متميزة عميقة الجذور مرتبطة أشد
الارتباط بالأرض التي نشأ فيها.
أيضا يمكن القول بأن الفن الإسلامي معايير وقيم يقوم عليها تتجاوب مع المبادئ الكلية للعقيدة الإسلامية
السمحة تلك المعايير والقيم التي يريد الفنان التشكيلي الغربي المعاصر أن يلتزم بها فيها ينجزة من أعمال
ومشروعات تشكيلية وهو بهذا يؤكد أن المحاكاة عمل غير فني وأن الابتكار معناة "خلق أشكال جديدة لا
نظير لها في الطبيعة" ومن هنا يلتقي الفن الإسلامي مع الفن المعاصر في ابتكار الجديد وليس النقل
الحرفي من الطبيعة والفارق هنا أن الفنان المسلم يقوم بهذا تلقائيا أما الفنان المعاصر فيقوم بهذا بطريقة
عقلانية