الخلاصة:
إن العمارة المعاصرة سواء كانت في مصر أو العالم هي محصلة لخبرات الحضارات الماضية ويطلق
عليها في العصر الحالي "عمارة ما بعد الحداثة".
ولو تعمقنا نحن المصريين قليلاً لوجدنا أن التراث المصري بمقوماته وأساليبه الفنية القديمة سواء المصرية
الفرعونية أو الإسلامية أو التأثيرات الأوروبية المصرية في عهد محمد علي كل هذه الأساليب المختلفة كان لها
آثارها في العمارة العالمية الحديثة.
وإذا رجعناا بتاريخ حضارتنا لوجدنا أن أول من اكتشف البناء بالحجارة هم قدماء المصريين وهذا ما جعل
فن العمارة يزدهر ازدهارا كبيرا في العاالم حيث كانت موجودة منذ بداية الخليقة ونشأة الإنسان البدائي محاولا أن
يصون نفسه من التقلبات الجوية والحيوانات المفترسة بان أتخذ الأكواخ والأشجار كبيوت له ثم أكتشف البناء
باالطمي والأخشاب ثم الكتل الحجرية والنحتية من الصخر ثم ظهرت عمارة القدماء المصريين الذين استخدموا الحجر المشذب المنحوت في البناء وكانت أهم مميزات هذه العمارة هو أن الطابع الروحي كان مسيطرا على
المباني.
ونلاحظ الشعور بالعظمة والفخامة والرهبة في تكوين وترتيب هذه العمارة التي اعتمد ت على مصادر
الطبيعة في تشكيلها فبعضها يشابه سعف النخيل وجذوعه والبعض الآخر مأخوذ من حزم البوص وأعواد البردي
وزهور البشنين إلى جانب قيام هذه العمارة على أسس هندسية دقيقة تناولت نسبة الفتحات إل فراغات الجدران
ونسب أطوالها إلى عرضها.
وقد اهتم المصريون القدماء بالعمارة الدينية اهتماماً كبيرا وأيضاً عمارة القبور لأن الإنسان المصري كان
يؤمن بالبعث لذلك كان يبني القبور الضخمة كالأهرامات التي تستمر و تتأثر مع مرور الزمن وبنى المعابد ذات
الأعمدة الهائلة العديدة أو ذات الجدران المائلة كأنها جبال راسخة.
وقد أعطتنا العمارة المصرية أروع مثل على أن لمصر فناً خاصاً وأسلوباً فنياً من خلال استخدام العناصر
الجمالية لتزيين العمارة ومن خلال النباتات البيئية النيلية مثل زهرة اللوتس ونبات البردي اللذان أصبحا عنصران
هامان في فنون دوش العالم المختلفة.
والعمارة المصرية القديمة بمختلف أشكالها التي يستخدمها المعماريون المعاصرون بأسلوبهم الحالي قد
تأثرت بشكل واضح بالعمارة القديمة فنلاحظ أن عمارة معبد الشمس مثلاً تعد من أهم الأساليب المعمارية الهندسية
في الفن المصري القديم وتقويم هذه العمارة يتألف من جدار سميك محيط على شكل مستطيل وفي الجهة الجنوبية
منه تقف مسلة نقش عليها رمز الشمس ويتصل هذا المعبد بطريق حجرى يوصل لقاعة المدينة وفي الجهة
الغربية خارج السور توجد حفرة جدارية بيضاوية الشكل يوجد بها مركب الشمس وهذا المعبد يعد من أهم المعابد
المفتوحة للسماء في العصور القديمة.