xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
لقد تأمل المصري القديم في كل ما في الطبيعة وحلله واستنتج منه أمور ا دينية ودنيوية، ولارتباطه بصورة قوية بالحيوان
تعلم منه كل ما ينفعه أوما يضره ، وقدس أحيانا ماله قوة يخشاها أو يرغب في حمايتها ، وكان من هذه المخلوقات التمساح
الذي لعب دورا مهم ا في حياة المصري القديم ونشأت علاقة دينية ودنيوية معه.
حيث استخدم شكل التمساح في اللغة المصرية القديمة بأشكال فنية متعددة وأوضاع مختلفة ليرمزكل منها إلي شئ أوفعل
مختلف عن الآخر إذ كان التمساح جزء ا من حياة المصري القديم اليومية حيث أنه كان الروتين اليومي للمزارعين القدامى
، و الصيادين ، و الرعاة ، والطيور، وحاملات المياه ، والسباحين بين ضفتي النهرأو في قنواته المنبثقة عنه، كما كان
عليهم توخي الحذر دائ ما من الهجمات المفاجئة لتلك الوحوش المائية ، مثل تماسيح النيل الشرسة التي لايمكن استئناسها،
ولأن هذا الخطر كان حقيقي ا وواقعي ا جز ءا من الحياة اليومية في مصرالقديمة، فقد صوره المصري في أحواله وأوضاعه
المختلفة ليبرزما يمثله من خطرعلي حياته. ولذلك نجد أنه قد قدسه في بعض المناطق مثل الفيوم وكوم امبو ودندرة وغيرها
خوفا من قوته وشراسته وقدرته الإخصابية العالية إلي جانب ارتباطه بالنيل ،حيث انه عرف كرب للمياه وفقا لطبيعته، إذ
يقال: إن النيل ينبع من عرقه، كما عرف أيضا أنه رب لمناطق الأحراش والمستنقعات لاستقراره بها. وقد صوركمعبود
بصورمختلفة ، فتارة تمساحا كاملا ،وتارة أخري جسم إنسان ورأس تمساح ،واطلق عليه "سوبك" ، تعلوه ريشتان وقرنا
ثور، يتوسطهما قرص الشمس، أو بتاج الآتف ، و يمسك في كلتا يديه بصولجان ال "واس" وعلامة العنخ رمزالحياة ،
ويظهرعادة جالسا علي مقصورة أومذبح ، ويمثل باللون الأخضر، وأطلق عليه "اخضرالريش" ، وورد ذكره أنه ابن الربة
"نيت" ،وأنه وريث المعبود "جب" رب الأرض في نصوص الأهرام، وارتبط بالملك والملكية ،وصار رمزا للسلطة والقوة
الملكية الحاكمة ،ويرجع تقديسه إلى عصرما قبل الأسرات، وليؤكد المصري القديم قدسيته جعله عنصرا فنيا لاعتقاده أن
تقديسه يمنحه النفع ويبعد عنه الضرر والأذى.