الخلاصة:
يمثل الموروث المعماري لغة صادقة تسطر الهوية التاريخية والفنية بتفاصيلها وأبنيتها التى تقوم مقام مفردات اللغة، و لعل من أهم تلك المفردات المعمارية و التى عبرت عن الهوية الثقافية والفنية للحضارة الإسلامية هى ستائر الضوء، تلك التى تربط بين كتلة المبنى وفراغه الداخلي وبين الفضاء الخارجي، كما أنه أول عنصر معماري يترك إنطباعاً فى نفس زوار المبنى وله من السمات الفنية التى تميزه عن أى عنصر معماري وفني آخر وهى صفة التحرك التى تجعله عملاً فنياً يختلف باختلاف زوايا الرؤية.
ولقد كانت الكتابات العربية التي استخدمها الفنان المسلم في آثارهم هي ثالثة العناصر الزخرفية، التي ابتعد من خلالها عن مضاهاة خلق الله. حيث استخدمت هذه الكتابات على جدران الأبنية ونوافذها وواجهاتها المعمارية لخدمة هدفين أساسيين. أولهما: تدوين تاريخ هذه المنشأت وإثبات أسماء، ألقاب و وظائف منشئيها، وثانيهما: تزيينها بهذا العنصر الكتابي الذي اتخذ أشكالاً وأنماطاً مختلفة ساعدت على إبراز هذه العمائر بصورة بالغة البهاء والرونق. وكان لنزول القران باللغة العربية أثراً بالغاً في دفع المسلمين لأن يخصوا الكتابة العربية في فنونهم بالكثير من الرعاية. والإهتمام فاستطاعوا بجهودهم التي بذلوها في هذا الشأن، مضافاً إليها طبيعة الخط أن يصلوا بهذه الكتابة إلى أسمى مراحل الإزدهار.