الخلاصة:
یتناول هذا البحث ظاهره استخدام المسلمين للاثار المصريه القديمه فى مساكنهم ومساجدهم ومنشاتهم كاعتاب للمداخل او فى الارضيات ، وتجدر الاشاره الى استخدام الشيخ الزاهد المتصوف ابو الحجاج للبرج الشرقى للصرح الاول من معبد الاقصر لتشييد مسجده فى هذه البقعه المقدسه فى نظر المصريين القدماء.
ولد ابو الحجاج فى بغداد فى اوائل القرن السادس الهجري فى عهد الخليفه العباسي المقتضى بامر الله وتوفى عام 646ه فى عهد الملك الصالح نجم الدين ايوب بعد ان عاش اكثر من 90 عاما ودفن فى ضريحه الحالى . وهو يوسف بن عبد الرحيم بن عيسي الزاهد المعروف بابى الحجاج .
وتهدف هذه الد ا رسة الى تبيان حقيقه التاثير والتاثر بين العماره المصريه القديمه ومدي تاثر البناء المسلم والشيخ ابى الحجاج فى استغلال هذا الموقع والاستفاده من عناصره المعماريه .
وتجدر الاشارة فى هذا الصدد الى ذكر مقوله د. جمال حمدان فى مؤلفه عن شخصيه مصر دراسه عبقريه المكان ان المصرى لايكون مصريا الا اذا تمسك بالقديم الى جوار الجديد فيوائم بينهما او يصل احداهما بالاخر على الاقل وفى ضوء هذه الحقيقه المرتبطه بالشعب المصرى سنحاول الوصول الى سر او سبب اختيار الشيخ ابى الحجاج هذا الموقع دون غيره من الاماكن .
فقد شید ابو الحجاج مسجده على البرج الشرقى -كما سبق ذكره– لفناء الملك رمسيس الثانى فى معبد الاقصر - الذى يرجع تاريخه الى عهد الملك امنحوتب الثالث - ويحيط بالفناء من جوانبه الاربعه صفان من الاعمده على هيئه نبات البردى ذات التيجان المقفله ولا ينقطع امتداد الاعمده الا فى الناحيه الشماليه الغربيه حيث يوجد المقاصير الثلاث للملك تحتمس الثالث لثالوث طيبه المقدس . وكان هذا الفناء مكشوفا وقد انحرف قليلا عن استقامه محور المعبد لكى يتفاد هدم تلك المقاصير التى اعدت للسفن المقدسه فى هذا المعبد .