xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
يعد المسكن أحد الركائز الأساسية المساهمة فى تكوين الأسرة وسلامة نموها، وبجانب أنه يوفر المأوى اليومى للأسرة، فإنه
يؤثر إيجابياً فى سكينتها النفسية واستقرارها الاجتماعى والاقتصادي، فالحصول على المسكن الملائم الذى يحقق احتياجات
الأسرة يستهلك فى الغالب جزءاً كبيراً من دخلها، لذا يعد توفيره وخفض تكلفته لتيسير عملية الحصول عليه وامتلاكه هدفاً
تنموياً مهماً فى جميع دول العالم، ويعد توفير المسكن الملائم صحياً واجتماعياً واقتصادياً، وتمكين الأسرة من امتلاكه بنسبة
انفاق تتلاءم مع مقدرتها المالية كان دائماً من أبرز أهدافها.
وفى عصرنا الحديث ونتيجة للثورة الصناعية والتلوث البيئى والتكدس السكانى، أصبحت المساكن صغيرة الحجم، قليلة
الفراغات، لا تناسب الأنشطة التى تمارس داخلها. خاصة وان الإنسان اعتاد ممارسة أنشطته داخل مسكنه واستغنى نهائياً
عن البيئة الطبيعية، مما أثر على أنشطته والتى بدأت تتضاءل لتناسب الاحتياجات الأساسية والاستغناء عن بعض الأنشطة
التى تعتبر فى غاية الأهمية بالنسبة لصحته، ويراها البعض أنها أنشطة ثانوية يمكن الاستغناء عنها، مما أثر بالسلب على
صحة الإنسان.
فظهرت العمارة الخضراء والتي تعد مدخل تصميمى له بعد فلسفى يهدف إلى استخدام تقنيات ترشيد الطاقة وتقليل حجم
الاستهلاك من المواد، وكذلك استخدام تقنيات إعادة التدوير وتقليص حجم المخلفات الناتجة من المنشآت وإعادة تدويرها
واستخدام مصادر طاقة نظيفة ومتجددة بما يضمن للإنسان حياه صحية آمنة داخل بيئته بوجه عام وداخل مسكنه بوجه
خاص.
ومن هنا نجد أن مصطلح البناء الأخضر " Green Building " يرمز إلى مبنى تم تصميمه وتنفيذه لتحقيق الاستدامة –
بدءاً من النظم الخارجية للمبنى وغلافه الخارجى ووصولاً إلى محددات وبنية العمارة الداخلية والتأثيث الداخلى للفراغ –وذلك استناداً إلى بعض المعايير الدولية المعدة من قبل المؤسسات المختصة التى تقيس مدى توافق المبنى مع البيئة وإمكانية
تصنيفه ضمن المبانى الخضراء.