xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
من المسلم به أن العمارة وعاء للفن والثقافة ، وتبعا لذلك فإن الفنون بصفة
عامة تعتبر لغة عالمية للحوار والتواصل بين الثقافات المتباينة ، إذ من خلال
الطرز الفنية المعمارية نتوصل إلى مدى التفاعل والتناغم والتأثير والتأثر بين
الفنون والثقافات .
فالفن والعمارة ليست مجرد أشكال وتشكيلات ولكنها وجدانا وأرواح مضمنة
داخل تلك الأشكال ، ول يمكن أن تفهم أ و تدرك إل إذا نظر إليها من خلال واقعها
أو خلفيتها الحضارية والسيكولوجية والرمزية . )العتيبي ، 2001 م ، ص 19 )
ومع بروز ظاهرة العولمة وتط ور الحياة في مختلف ميادينها وانجذابها نحو
التغريب ، باتت الطرز الفنية والمعمارية الإسلامية بما فيها من حرف وفنون مهددةبالندثار ، لذا فإنه ما لم يكن هناك توجه ا لإحيائها فإن هذه الطرز الفنية والمعمارية
ستتحول إلى مسطحات ومواد مجردة من مقوماتها ، ومفرغة من مضامينها التي
لزمتها خلال مسيرتها التي نافت على خمسة عشر قرنا من الزمان . وتعتبر
الواجهات خير دليل على التحول الثقافي للفكر المعماري المحلي ، والتي أصبحت
مسرحا لتطبيق مدارس الفكر المعماري الأجنبية ، بالإضافة إلى طرح المحاولت
المعمارية عليها في سبيل ال وصول إلى مفهوم المعاصرة .
والمتتبع للموروث المعماري في منطقة مكة المكرمة محور البحث يجد - -
تكاملا حضاريا دام ردحا طويلاً من الزمن ، خاصة في واجهات المباني التقليدية
التي تتميز بطرز فنية متنوعة ، كانت نتيجة طبيعية لأثر الحج والعمرة في مزج
الكثير من ثقافات الشعوب الإسلامية ، مما أكسب هذا الموروث مزية التفرد ليس
بالنسبة لمناطق المملكة العربية السعودية الأخرى فحسب ، بل لأقاليم العالم
الإسلامي كله .