الخلاصة:
منذ بداية القرن الحادى والعشرين ظهر بقوة تأثير التقنيات الحديثة والآلات التى تدعم فى تقنياتها الذكاء الإصطناعى (AI) Artificial Intelligence على عالم الصناعة والإنتاج وأصبح لأجهزة الحاسب الآلي والبرامج والخوارزمات التى تعمل من خلالها دوراً فاعلاً فى تبسيط الحياة اليومية، وبات من المستحيل تخيل كيف يمكن إدارة معظم شئون الحياة اليومية بدونها..، وهنا لزم سؤال: هل من المستحيل تخيل أنه يمكن إدارة معظم خطوات العملية الإنتاجية دون إستخدام القوة البشرية؟ حيث أنه من المعروف أن إقتصاد تكنولوجيا المعلومات الذي يتميز بالنمو الرأسي بات يحل محل إقتصاد الإنتاج والصناعة الضخمة القائمة على النمو الأفقى.
ومع الإنتشار المتزايد للإعتماد على تكنولوجيا المعلومات تجدر الإجابة على العديد من الأسئلة المقلقة:
كيف ستبدو بيئة العمل والإنتاج فى المستقبل؟ وكم يستغرق الوصول لذلك؟
هل سيكون عالم العمل المستقبلى عالماً يقضى فيه البشر وقتاً أقل فى كسب رزقهم؟
هل تعد البطالة الجماعية والفقر الجماعى والتشوهات الإجتماعية أيضاً سيناريو محتملاً للعالم الجديد؟ ويصبح عالماً تلعب فيه الروبوتات والأنظمة الذكية والخوارزمات دوراً مركزيا متزايداً.
من المؤكد أن التطورات التقنية الجديدة سيكون لها تأثير أساسي على سوق العمل العالمي خلال السنوات القليلة المقبلة وليس فقط على الوظائف الصناعية ولكن على جوهر المهام البشرية في قطاع الخدمات التي تعتبر من الثوابت "غير القابلة للتدخل والتعديل " مثل (الهياكل الاقتصادية، وعلاقات العمل، والتوصيفات الوظيفية، ونماذج وقت العمل والأجور والمرتبات) والتى ستخضع أيضاً لتغييرات كبيرة.
وبالإضافة إلى الشركات والموظفين والجمعيات، ستواجه أنظمة التعليم والأنظمة التشريعية تحديات جديدة ناتجة عن التقدم التكنولوجي المستمر..، وتزداد الفجوة بين الواقع والإطار القانونى في حين أن رقمنة سوق العمل لها تأثير واسع النطاق على الملكية الفكرية وتكنولوجيا المعلومات ومسؤولية المنتج والمنافسة وقوانين العمل والعمالة.
ويهدف البحث أيضًا إلى تقديم نظرة عامة على التحول الأساسي لسوق العمل، وتنظيم العمل والعواقب المحددة لعلاقات العمل، بالإضافة إلى النظر في قضايا حماية خصوصية العمل والبيانات.