xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
الفنون والحرف، ثنائي يجمع الفنّ كذوق وجماليّة، بالحرفة كفعل ووظيفيّة. هو اختصاص على أرضه تتلاقى الجماليّة بالوظيفيّة، مناهجه ينهل منها المُتعلِّمون ليكونوا قادرين على التعبير بكفاءة عن ذواتهم، أفكارهم وانفعالاتهم. وذلك باعتمادها المقاربة ذات الطابع الوظيفي-التجريبي. مقاربة تعطي الأولوية في تمكين القيم الجمالية الأساسية من المساهمة النّشطة في وضعيات ذات علاقة بين الأفراد وعالم الشغل على أساس تعلّم الفنون التطبيقيّة.
الفنون التطبيقة اختصاصاته متعددة الجوانب والأنشطة بسبب تقاطعها وتفاعلها مع مختلف المجالات وخاصة ما يتعلق منها بكل ما هو مرئي، تشكيلي وإبداعي ومع جلّ التخصصات المتعلقة بابتكار الأشكال والنماذج والصور. وإضافة إلى أهدافها وأنشطتها التشكيلية التعبيرية والإبداعية والثقافية يقوم الثنائي (فنون وحرف) على اعتماد الوظيفية المرتكزة على الحاجيات، وذلك بتوسيع الآفاق والطاقات التعليمية والتكوينية للمتعلم بمختلف مجالات الإنتاج والتصنيع المعمار والاتصالات المرئية، كابتكار النماذج والتصاميم والمجسمات والرسوم البيانية والتقنية ومعالجة وإنتاج الصور...
اختصاص له من تقاطع وتكامل بين الجوانب الفنية التشكيلية الإبداعية والثقافية ومختلف التخصصات الحرفية والإنتاجية، وأنشطة مفتوحة تكسب المتعلم الذاتية في التفكير من خلال التفاعل والتمفصل المستمرين بين الممارسة التطبيقية وما هو نظري ومعرفي، فإنها تمكن هذا المتعلم من الكفايات المستعرضة والمستديمة الضرورية لمواجهة واقع ومتطلبات الحياة، مثل البحث والتحليل والتركيب والتجريب والاستثمار والابتكار والمبادرة والتواصل...
ولهذا فمن الأولويات في الاختيارات المنهجية، وبالاستناد إلى استراتيجية تعلّميّة محكمة؛ هو التفكير المنطقي في كفاءة اتصالية منظمة حسب قواعد يتوافق فيها طرح المعلومة مع توظيفها . فلعلّ بناء استراتيجية ما – خاصة إن كانت ستمارس في حقل نظري وتطبيقي في آن– قوامه هذا البناء توافق مكونات عدة من آليات عمل ومسار بحث متوازن وهدف مطلوب. تأخذ الفنون التطبيقية شكلاً عملياً تطبيقيا وظيفيا في العملية التعليمية، والمنطق الذي يقوم عليه النظام التعليمي هو مراعاة التوازن بين مختلف البرامج. لكن على اعتبار أن هذا التخصص يتجاوز تقديم الدروس إلى تطويع الموهبة وترجمة الابداع وتطوير المهارات، فكيف يمكننا جمعها وتلقينها عن بعد؟ إنّ التفاعل بين الطالب والأستاذ يعتمد بالأساس التواصل المباشر دون وسائط، فما مدى نجاعة التواصل الغير مباشر في تحقيق الأهداف؟
يعدُّ مجال الفنون التطبيقية إطاراً علميّا وعمليّا يمكن الاعتماد عليه في بناء مناهجها ومقرراتها وأنشطتها وأساليب تدريسها. وعليه فالعملية التعليمية تستند على استراتيجيا تعليمية مخصوصة وبيداغوجيا تتوافق مع الاختصاصات المتفرّعة عن الفنون التطبيقية في قسم الفنون والحرف سواء أكان مع الفنون التشكيلية أو التصميم. هذا وتتجه الفنون التّطبيقيّة إلى الاهتمام بالبناء المعرفي والاجتماعي والمهاري للطلاب تبعاً لقدرات كلٍ منهم، مع تقديم حلول لمشكلاتهم الفنية والعملية، تلك التي تواكبها الاتجاهات الجديدة في طرق التدريس وأساليب التعلم والوسائل والوسائط التعليمية والخامات والأدوات والأنشطة. تأخذ الفنون التطبيقية شكلاً عملياً تطبيقيا وظيفيا في العملية التعليمية، والمنطق الذي يقوم عليه النظام التعليمي هو مراعاة التوازن بين مختلف البرامج. كيف للتعليم عن بعد أن يكون أمينا في تحقيق التوازن بين النظرية الإبداعية والعملية الإنتاجية؟