الخلاصة:
عرفت الحضارة على أنها نمط من أنماط الحياة المستقرة وإنجازات الإنسان عبر الزمن، سواء كانت إنجازات مادية أو فكرية وتنطوي على التقدم الإيجابي والمعنوي والمادي الذي توصف به الدول والمجتمعات فهي تتحدد بالمكان الذي احتواها وشهد الصراع بين الإنسان والطبيعة المحيطة به. فهي مجموع ما يكتسبه الإنسان في المجتمع الذي يعيش فيه، وتعبر الحضارة عن مجموعة النظم التي يتميز بها مجتمع عن غيره من المجتمعات. ونظرًا لأن الحضارة عبارة عن كيان ثقافي واسع وممتد وليس له حدود أو بداية ونهاية محددة فإن الحضارات والثقافات غير ثابتة وتتغير مع الزمن وتتفاعل مع بعضها البعض الأمر الذي يؤدي إلى إثراء الحضارة الإنسانية بشكل عام، ففي تفاعل الحضارات تأخذ كل حضارة ما يناسبها وما يتفق مع طبيعتها ونجد أن التبادل والتفاعل بين الحضارات لا يلغي خصوصية أي حضارة، وإنما يزيد من وعي الأفراد بقيم الحياة ومقوماتها، وتخضع جميع الحضارات إلى مبدأ التفاعل والتكامل فيما بينها فالحضارات القديمة هي التي يقومُ عليه العالم الحديث وكانت من بين أهمّ حضارات الشّرق الأوسط هي تلك التي قامت في بلاد ما بين النّهرين (بلاد الرافدين) الّتي تقع الآن في دولة العراق، وتعدّ من أوّل وأقدم الحضارات حيث أنّها كانت مكان ولادة اللّغة المكتوبة الأولى، وأشهر الممالك التاريخيّة التي قامت فيها كانت الحضارات البابليّة، السومريّة، الآشوريّة ، بجانب الحضارةَ الإسلاميّة التي نتجت من تفاعل مجموعة الثقافات الخاصة بالشعوب التي دخلت في دين الإسلام، كما أنها خلاصة تفاعل الحضارات الموجودة في المناطق التي وصل إليها الإسلام أثناء الفتوحات الإسلاميّة. وهي تعد إرثاً تتشارك فيه جميع الشعوب والأُمم التي انضمّت لها وساهمت في بنائها وازدهارها، فهي ليست حضارةً مقتصرةً على جنسٍ معينٍ من البشر أو الأقوام، وإنما حضارة شاملة لجميع الأجناس التي كانت لها مساهمة في بنائها، ويُقصد بالحضارة الإسلاميّة مجموعة الجهود المبذولة من قِبَل العلماء المسلمين، وأدّت إلى إخراج نظريات ناجحة في التكنولوجيا والعلوم الفنون على مستوى العالم.
ولقد لعبت "زها حديد" دورًا فعالًا في تغيير مفهوم العمارة في العالم حيث تميزت أعمالها باتجاه معماري مميز في جميع أعمالها وهو الاتجاه المعروف باسم التفكيكية إضافة إلى عراقة أعمالها وأصالتها لذا جاءت فكرة ھذه الدراسة في اجراء تجارب تصميمية في مجال أقمشة ملابس السيدات ومكملاتها المطبوعة من خلال الاستعانة بأعمال الفنانة "زها حديد" المعمارية لما تحمله من مفاھیم وقیم جمالية.
