xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
إن الثقافة كنظام يضم تكنولوجيا الحياة يؤكد على قدرة الإنسان على الإبداع والابتكار، فالثقافة من صنع الإنسان وحدة وهي عنصر يميزه عن سائر الكائنات، وان مفهوم الثقافة يجمع بين الفكر والتطبيق والوسيلة، وما حياة الناس إلا فكرة يتبعها تطبيق، والوسيط بين الفكرة والتطبيق إنما هو الوسيلة والأدوات والإمكانيات المتاحة والفرص الممكنة، وينصهر ذلك كله فى علاقات متبادلة تؤدى إلى مزيد من الأفكار وتطوير فى الوسائل وتجديد فى التطبيق، وهكذا تتطور الثقافة، وإن فكرة التفاعل تشير إلى إيجابية العنصر البشرى وقدرته على التأثُير فى قوى البيئة المحيطة، فليس هو بالمستجيب المتكيف مع ظروف البيئة المحيطة، وإنما حياة الإنسان نتاج التفاعل بالتأثير والتأثر مع غيره من الكائنات والماديات والجماعات، حيث يمثل مفهوم الثقافة اتساع محتواها ليشمل كل أنشطة الإنسان المنظمة، كالنظام الاقتصادي، والنظام التعليمي جزء من الثقافة باعتباره تكنولوجيا إعداد البشر، فالثقافة هي ذلك الجزء من البيئة الذي قام الإنسان بنفسه علي صنعه متمثلا في الأفكار والمثل والمعارف والمعتقدات والمهارات وطرق التفكير والعادات وطرق معيشة الأفراد وقصصهم وألعابهم وموضوعات الجمال وأدواته عندهم ووسائلهم في الإنتاج والتقويم والموسيقى التي يعزفونها، ووسائل انتقالهم والمعارف التي تشيع فيهم وغير هذا كثير وكثير جدا مما أنشأه الإنسان ليجمع بين أفراد مجتمع من المجتمعات ويربط بين مصالحهم بمعنى آخر هي مجموع العادات السائدة واللغة والديانات والاختراعات والعلوم في المجتمع والتي يتميز بها مجتمع عن آخر وتؤدي إلي تحقيق وظائف الحياة الاجتماعية، فأصبح مفهوم المسؤولية يتردد على مسامعنا كثيرا في السنوات الاخيرة على ألسنة العديد من المثقفين والمفكرين، ولكن ملامح هذا المفهوم لم تتحدد أو تتبلور بصورة واضحة في أذهان البعض من مردديه أو مستمعيه ولذا ينبغي علينا توضيح ماهية المسؤولية، لترسيخ هذا المفهوم لدى أفراد المجتمع، والمسؤولية هي نظرية أخلاقية، سواء كان منظمة أو فرداً، يقع على عاتقه العمل لمصلحة المجتمع ككل، وأيضاً هي أمر يجب على كل منظمة أو فرد القيام به للحفاظ على التوازن ما بين النظام البيئي والاجتماعي، فالمسؤولية الاجتماعية هي أمر لا يختص بمنظمات الأعمال فقط بل شأن كل فرد تؤثر أفعاله على البيئة، هذه المسؤولية يمكن أن تكون سلبية، عبر الامتناع عن الانخراط في أفعال ضارة، أو ايجابية من خلال القيام بأفعال تحقق أهداف المجتمع بشكل مباشر.
فالثقافة سلوك اجتماعي ومعياري موجود في المجتمعات البشرية، وتعدّ مفهوما مركزيا في الأنثروبولوجيا يشمل نطاق الظواهر التي تنتقل من خلال التعلم الاجتماعي في المجتمعات البشرية، فجوانب السلوك الإنساني، مثل الممارسات الاجتماعية وتنظيم العلاقات السلوكية والأشكال التعبيرية مثل الفن، الموسيقى، الرقص، الطقوس، وتوجد في جميع المجتمعات البشرية، ويغطي التعبيرات المادية للثقافة، مثل التكنولوجيا، والهندسة المعمارية والفن، في حين أن الجوانب غير المادية للثقافة مثل مبادئ التنظيم الاجتماعي، فتشير الثقافة الجماهيرية إلى أشكال الإنتاج الجماعي والمستنير للثقافة الاستهلاكية التي ظهرت في القرن العشرين، وفي مجال الدراسات الثقافية. في العلوم الاجتماعية الأوسع، يرى المنظور النظري للمادية الثقافية أن الثقافة الرمزية البشرية تنشأ من الظروف المادية للحياة البشرية، حيث أن البشر يهيئون الظروف للبقاء البدني، وأن أساس الثقافة موجود في التصرفات البيولوجية المتطورة.
فثقافة بمفهومها العام هى ذلك النسيج الكلى المعقد من الأفكار والمعتقدات والعادات والاتجاهات والقيم وأساليب التفكير والعمل، وأنماط السلوك وكل ما يبقى عليه من تجديدات أو ابتكارات أو وسائل فى حياة الناس، ومما ينحدر إلينا من الماضي ونأخذ به كما هو أو نطوره فى ضوء ظروف حياتنا وخبراتنا، فالثقافة بهذا المفهوم مادية، فردية، اجتماعية، نظرية، محلية، عالمية أو هى ( كل شئ ) فى حياة الفرد والمجتمع، فالثقافة عبارة عن مجموعة الأنماط السلوكية من الناس تؤثر فى سلوك الفرد الموجودة فى تلك المجموعة وتشكل شخصيته وتتحكم فى خبراته وقراراته التى يعيش بينها، وتعرف الثقافة بمفهومها الشامل على أنها نظام عام مفتوح (Open Macro- System) يضم مجموعة من الأنظمة الفرعية التى تشمل تكنولوجيا الحياة الحاضرة والمتوقعة، ويدخل فى ذلك الأنظمة المادية وغير المادية والناتجة عن تفاعل الإنسان مع غيره من بنى جنسه ومع البيئة المحيطة به على مدى زمني يمتد من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل .