xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
يَشهدُ عصرُنا الحالي ثورة علمية وتكنولوجية هائلة أدت إلى تغيرات وتحولات كبرى في شتى ميادين الحياة ومجالات المعرفة، كما كان لظهور العولمة انعكاسات واسعة النطاق وعميقة الأثر على النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي فرضت على العالم تفاعلات وتكتلات لم تكن موجودة بصورتها الحالية من قبل، ولمواجهة هذه التحديات بكفاءة وفعالية فلابد من إعداد جيل من الطلاب مزود بكافة المعارف والمهارات والاتجاهات الحديثة، والتي تجعلهم قادرين على التكيف مع المجتمع العالمي والتأثير فيه ومواجهة تحدياته وتغيراته وتحولاته المستمرة ولا سيما في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتُعد الجمعية الدولية للتكنولوجيا في مجال التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية International Society for Technology in Education من أشهر المؤسسات التعليمية التي اهتمت باستخدام وتوظيف التكنولوجيا في التعليم، ووضعت معايير تكنولوجية لمُديري المدارس والمعلمين والمُدربين والطلاب، وركزت هذه المعايير على التعليم والتعلم وقيادة العصر الرقمي بما يتضمنه من مُتغيرات وتحولات. Grant& Basye, 2014))
والجمعية الدولية للتكنولوجيا في مجال التعليم مُنظمة هادفة غير ربحية تعمل على المستوى التعليمي العالمي لتسريع استخدام التكنولوجيا في كافة مجالات العملية التعليمية وحل مشاكلها وتشجيع وتدعيم الإبداع والابتكار التكنولوجي. (International Society for Technology in Education, 2019B, 5) كما تهتم الجمعية بتوفير مساحات واسعة داعمة للتعاون البناء والتواصل الفعال مع كافة المٌهتمين والمُشاركين في العملية التعليمية على الصعيدين المحلي والعالمي، وذلك لتأصيل مبدأ التعلم مدى الحياة والتنمية المستدامة، وترسيخ استخدام التكنلوجيا في مختلف مجالات العملية التعليمية مواكبة لتطورات وتغيرات وتحديات العصر. Poth, 2019, 124-125))
وتنوعت وتعددت مجالات معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في مجال التعليم، ففي مجال الإدارة المدرسية طرحت الجمعية إصدارين الأول عام 2002م ، والثاني عام 2009م والذي اشتمل على خمسة معايير لمديري المدارس هي: القيادة الحكيمة، وثقافة تعلم العصر الرقمي، والتميز في الممارسات المهنية، والتحسين والتطوير المُنظم، والمواطنة الرقمية.
(International Society for Technology in Education,2009,1-2)
وفي مجال المعلمين طرحت الجمعية خمسة إصدارات أعوام 1993م، 1997م، 2000م، 2008م، 2017م، وتضمن الإصدار الخامس سبعة معايير، الأول المُعلم المُتعلم الذي يُنمي ممارساته من خلال التعلم من الآخرين ومعهم ، والثاني المُعلم القائد الذي يوفر فرص القيادة لدعم تمكين الطلاب ونجاحهم، والثالث المُعلم المواطن الذي يلهم الطلاب في والتعاون والمٌشاركة الإيجابية في العالم الرقمي، والرابع المُعلم المتعاون الذي يتعاون مع الزملاء والطلاب لتحسين الممارسات وحل المشكلات، والخامس المُعلم المصمم الذي يصمم الأنشطة التي يقودها المتعلمون ، والسادس المُعلم الميسر الذي يسهل التعلم باستخدام التكنولوجيا لدعم تحصيل الطلاب وإنجازهم الأكاديمي، والسابع المُعلم المُحلل الذي يستخدم البيانات والمعلومات لتوجيه ودعم الطلاب في تحقيق أهداف تعلمهم وإشباع حاجاتهم المتنوعة .
(International Society for Technology in Education, 2017, 4-5)
وفي مجال المُدربين قامت الجمعية الدولية للتكنولوجيا في مجال التعليم عام 2011م بوضع ستة معايير تكنولوجية للمُدربين في المدارس هي، القيادة الحكيم، والتنمية المهنية وتقويم البرنامج، وبيئات تعلم العصر الرقمي، والتعليم والتعلم والتقييم، والمواطنة الرقمية، والمحتوى المعرفي والنمو المهني.
Ehsanipour& Zaccarelli, 2017, 12-13))
وفي مجال الطلاب طرحت الجمعية ثلاثة إصدارات الأول عام 1998م، والثاني عام 2007م، والثالث عام 2016م، وتضمن الإصدار الثالث سبعة معايير هي: المٌتعلم المفوض، والمواطن الرقمي، ومنتج المعرفة، والمصمم المُبتكر، والمُفكر الحاسوبي، والمتواصل المُبدع، والمُتعلم العالمي.
(International Society for Technology in Education A,2016,4-5)
وفي سلطنة عمان قامت وزارة التربية والتعليم بالسلطنة بوضع معايير للعملية التعليمية بنظام تطوير الأداء المدرسي في ثلاثة مجالات ، الأول التعلم وتضمن ثلاثة معايير هي اكتساب الطالب المعارف والمهارات الجديدة، ومدى فهمه واستيعابه لها، والثاني توظيف الطالب للمعارف والمهارات التي اكتسبها، والثالث اكتساب الطالب القيم والاتجاهات الإيجابية؛ والمجال الثاني التعلم واشتمل على خمسة معايير هي: جودة التعليم والتعلم في كل مادة دراسية، وتلبية احتياجات التعلم الخاصة بجميع الطلاب، وفاعلية أساليب التقويم وتحفيزها لتعلم الطلاب ، وتقويم المعلم لأدائه ذاتيا، وفاعلية المعلم الأول كمشرف مقيم؛ أما المجال الثالث فهو الإدارة المدرسية وتضمن ثمانية معايير هي: تفعيل التخطيط المدرسي، وتنظيم العمل الإداري، والإشراف والتقويم لعمليتي التعلم والتعليم، ورعاية الطلاب، وتوثيق العلاقة مع أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المحلي ، والتطوير الذاتي للإدارة المدرسية، وتنمية القيم التنظيمية ، وفاعلية الاستفادة من الكوادر العاملة بالمدرسة.