الخلاصة:
قد شهدت الوسائط التكنولوجية التي تستخدم في تنفيذ برامج التعليم عن بعد – خلال الالفية الثالثة تطور هائلا في تقنيتها، مما ساعد كثيرا في انتشار نظام التعليم عن بعد وترسيخ برامجه (2005، (Bates، حيث أصبح من السهل جداً أن تصل المادة العلمية للفئات المستهدفة أينما كانت، مع إمكانية الحصول على التغذية الراجعة في ذات الوقت، مما يسهل على المتعلم تقويم أدائه حيث إنه يتعلم تعليماً ذاتياَ (العماس، 2009). فظهر ما يسمى بالتعليم الافتراضي أو التعليم الإلكتروني أو الجامعة الافتراضية أو التعليم المفتوح وكلها عرفت بانها نوع من التعلم عن بعد ، تتم من خلالها عملية اكتساب المهارات والمعرفة ،وجراء تفاعلات مدروسة مع المواد العلمية التي يسهل الوصول إليها عن طريق استعمال برامج التصفح ، بحيث يتم استخدامه لمواجهة العديد من المشكلات التي يوجهها التعليم التقليدي، مثل الاستعانة بالمعامل الافتراضية والمكتبات والفصول الافتراضية ، التي تجعل كلاً من المعلم والمتعلم قادراً على محكاه العالم الخارجي عن بعد ، دون الانتظام في المؤسسات التعليمية ( المهدى ،2008).
كما أوجدت تقنية الواقع الافتراضي (Virtual Reality) بيئة تفاعلية ثلاثية الابعاد مولدة بواسطة برامج حاسوبية، تقوم بإحاطة المستخدم وإدخاله في عالم وهمى (مصطنع)، بحيث يبدو هذا العالم وكأنه واقعى نتيجة التفاعلات التي تحدث بين هذه البيئة الافتراضية وحواس المستخدم (Dirr,2011). فمن خلال تقنية الواقع الافتراضي يمكن تكوين بيئات مختلفة تحاكى الواقع، ولا يمكن للفرد الوصول إليها أو التعايش معها دونة، كما يمكن للمتعلم ومن خلال الواقع الافتراضي، أن يمر بخبرات، قد لا يكون بوسعه أن يتعلمها في الواقع الحقيقى لعوامل عدة مثل الخطورة أو التكلفة العالية أو ضيق الوقت، بالإضافة إلى أنها تمكن المتعلم من مشاركة وتفاعلية مع البرنامج التعليمى.
فقد عرف (خميس، 327،2003) تقنية الواقع الافتراضي بأنها تكنولوجيا تعليم ومعلومات متقدمة، توفر بيئة تعلم مجسمة مولدة بالحاسوب بديلة عن الواقع الحقيقى وتحاكيه، تمكن المتعلم من الانغماس فيها والتفاعل معها، والتحكم فيها بوسائل خارجية تربط حواسه بالحاسوب. وتبعا لذلك سمى التعليم الذى يتم باستخدام البريد الإلكتروني والشبكة العنكبوتية، والاتصال التفاعلي الثنائي باستخدام برامج الفيديو ذي الكثافة العالية بالتعليم الافتراضي (Virtual Instruction ( ، وبذلك يمكن اعتبار التعليم الافتراضي أحد صيغ التعليم عن بعد، وفيه يتم الاعتماد على (الانترنت) كوسيط أساسي في عمليات التعليم والتعلم بالصورة التي تمكن المتعلم من اكتساب المعارف والمهارات بطريقة ذاتية، يتم التوصل إليها عن طريق استعمال برامج التصفح على شبكة الانترنت. كما أنه من المتوقع أن يكون مدخل لمساعدة الجامعات السعودية للدخول إلى بيئة التعليم الالكتروني.
كذلك نظام الامتحانات الالكترونية بالإنترنت يساعد الجامعات والمؤسسات التعليمية لامتلاك امتحان الكتروني يعطي نتائج تامة، ومرونة في تصميم وبناء الامتحان، والتي تسمح بإنشاء نماذج امتحانات متكافئة ليتم توزيعها على الطلبة بصورة عشوائية. فنظام الامتحانات الالكترونية يبنى بالإنترانت على ثلاثة أجزاء رئيسة والتي تتفاعل مع بعضها البعض في عملية إعداد الامتحان للطلاب في القسم والمساق المختار، ومن ثم يتم إغلاق شاشة الامتحان في الوقت المحدد، وتصحيح الامتحان وإعطاء النتيجة. إن نظام الامتحان الالكتروني يمكن تعميمه على مساقات أخرى، هي امتحاناتٌ محددةٌ بزمنٍ مُعين وخاضعةٌ للإشراف، تُجرى باستخدام كمبيوتر كل من الممتحنين بنظام تشغيلي موحد. ولهذه الامتحانات مميزات عن الامتحانات الورقية.
تشمل هذه الامتحانات الإلكترونية أحيانًا وسائط متعددة، وأنظمة محاكاة، وعناصر اختبار برمجية تعطي صلاحية أكثر للامتحان. كما تعمل بعض برامج الامتحانات الإلكترونية باستخدام بنوك الأسئلة. يصمم أعضاء هيئة التدريس بنوك أسئلة في برنامج الامتحان الإلكتروني من خلال عمل مجموعة من الأسئلة. يضع البرنامج بعد ذلك أسئلة عشوائية لكل طالب من هذه المجموعة. وتقدم بعض البرامج خاصية اختيار الأسئلة للمدرس، حسب الرغبة. وبهذا الشكل، يحصل كل طالب على مجموعة من الأسئلة العشوائية منعًا للغش. تعمل الكثير من الدول الآن على تطبيق نظام الامتحانات الإلكترونية كبديل لطريقة الورق والقلم والتي من عيوبها تسريبات الامتحانات المتكررة، وانتحال هوية أخرى، وتمييز المدرس لطالب عن طالب. وهو ما دفع الكثير من الجامعات لعمل امتحانات إلكترونية للطلاب من خلال الإنترنت أو برامج متخصصة.
كما تقع الامتحانات الإلكترونية في خانة التقييمات الإلكترونية، حيث يعرض الطلاب إنجازاتهم باستخدام الكمبيوتر. ومن هذا المنظور الواسع، تستخدم الامتحانات الإلكترونية التكنولوجيا استخدامًا مميزًا. خاصية الحفظ الآلي هي إحدى الخواص المشتركة للامتحانات الإلكترونية، وتندرج من 10 ثوان إلى دقيقتين. وقد أُصدرت بعض البرامج التي تقدم مثل هذه الامتحانات. وسيتناول البحث الحالي هذه الفصول الافتراضية والاختبارات الإلكترونية وكيف طبقت لتحفيز التعليم الافتراضي، ولقياس مدى نجاحها في برامج التعليم عن بعد بشكل فعال ، فينبغي أولاً دراسة الواقع لأنها الخطوة الأولى لتقويمهم وكذلك للوقوف على بعض مزايا وسلبيات هذا التعليم ، من هنا كان اهتمام الباحثة من خلال هذه الدراسة، للتعرف على واقع استخدام الفصول الافتراضية والاختبارات الالكترونية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس وطالبات جامعة الطائف، وأهمية استخدامها والصعوبات التي تقف عائق لتنفيذها في العملية التعليمية أثناء تطبيقها.