xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
يولي الاتحاد الأوربي اهتماما كبيرا بالتوجه نحو الإقليمية ، والعمل على خلق معايير جديدة في مسار العلاقات بين شمال البحر المتوسط وجنوبه وشرقه ، وذلك بإعادة صياغة هذه العلاقات التي حكمتها قيود قوية عبر قرون طويلة بهدف السير إلى التعاون والتكامل بديلا عن الصراع والاستعمار .
ومما لا شك فيه فإن الكيان الإسرائيلي هو أحد أهم الجوانب الشائكة داخل إقليم البحر المتوسط نتيجة للمشكلات القائمة مثل القضية الفلسطينية ، والعلاقات الإسرائيلية الأوربية، والإسرائيلية العربية ، وما يدور من قضايا ذات تأثير مباشر على الاستقرار في المنطقة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ... وغيرها ، وما تنتجه تلك القضايا من حراك بين مختلف الأطراف .
وتؤمن إسرائيل بالتوسع والتمدد الإستراتيجي في بقاع شتى من العالم ، فحيثما وجدت الثروات خلقت إسرائيل العديد من الصراعات ، ولا ريب في أن التقارب الأورومتوسطي دائما ما يعترضه رغبة إسرائيلية عارمة في إحداث الانشقاق بين طرفي المتوسط ، فإسرائيل تعتبر نفسها الابن الشرعي للحضارة الأوربية في التفكير والممارسة السياسية والاقتصادية ، فضلا عن أنها تعتبر نفسها وسيطة إستراتيجية كبيرة ومعبرة للعديد من الدول الأوربية الراغبة في إقامة علاقات متميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، باعتبار أن اليهود يسيطرون عمليا وفعليا على عصب الاقتصاد الأمريكي ومفاصلة الأساسية من بنوك إلى إدارة الاستثمارات إلى اللوبيات السياسية الضاغطة في الكونجرس ومجلس الشيوخ والرئاسة والحزبين الكبيرين الفاعلين في السياسة الأمريكية الجمهوري والديمقراطي.