xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
لاشك أنه كان للحضارة العربية الإسلامية تأثير بالغ فيما أنجزته الحضارة الغربية، ويعترف بهذا الفضل العديد من الباحثين الغربيين المنصفين، حيث جذبت الحضارة الإسلامية انتباه العديلي من الباحثين في العالم بسبب الدور الكبير الذي لعبته قبل وخلال العصور الوسطى، حيث عكست هذه التأثيرات إعجاب الغرب بالحضارة الإسلامية ودور هذه الحضارة العربية في النهضة الأوروبية مثل حضارة المنير وحضارة الفرس في الشرق وحضارة اليونان في الغرب وغيرها من الحضارات الأخرى، وقد ظهر هذا التأثير أولا في الأندلس وصقلية ثم انتقل لفرنسا وخاصة في جنوبها حيث استقر العرب بها زمنا طويلا، ثم انتقل التأثير من جنوب فرنسا إلى سائر بلاد أوروبا، ويظهر هذا التأثير في العمارة الأوربية وفي كثير من التحف التطبيقية الغربية من زجاج ومعادن، وعملات معدنية وغيرها ، ولا ينكر أحد أن ما أخره الغرب من أعمال فنية في فترات التاريخ المختلفة، وخاصة في قرون العصور الوسطى كان بفضل الفنون العربية، كما كان هذا واضحا في زمن الحروب الصليبية حيث كانت أوروبا ولاسيما فرنسا في القرن الحادي عشر الميلادي تغوص في ظلام عميق، وكان الشرق من أعظم وأرقى الحضارات التي عرفها التاريخ في تلك الفترة، وكانت صلة العرب بالغرب مقصورة على رحلات حج النصارى لفلسطين، حيث واظب النصارى من أوروبا على زيارة فلسطين مع زيادة منذ زمن قسطنطين ولاسيما منذ أن تحسنت العلاقات بين هارون الرشید و شارلمان ، وقد تأثر الغرب بالعرب في تلك الفترة تأثرا عظيما وإن كان هذا التأثير في الفنون والصناعات والتجارة والنهضة المعمارية والعلوم على العكس من ذلك نجده ضعيفاً فى الآدابِ ومن خلال علوم العرب انبثق صر النهضة العلمية الكبيرة في أوروبا.