xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
إن توالي السنوات والعقود والقرون وتتابعها ليعطي فسحة كبيرة ورؤية أعمق لإرثاء مدلولات عظيمة وإيحاءات متنامية ترتبط برؤية ثاقبة للعين والقلب والوجدان بصورة إجمالية للفن الإسلامي ، فهو فن المرئي والخفي الذي يتزامن في رؤيته داخليا وخارجيا للإنسان ، يسيطر على العقل والمشاعر تنفذ لتثري النفس البشرية لمدلولات قلما إن توافرت في فنون أخرى ، وهنا لابد من وضعية سؤال هام وهو هل هذا الفن كونه مرتبطة برسالة سماوية خاتمة لكل الأديان مكتملة القواعد والقوانين والتشريعات والسلوكيات والمذاهب ملما لكل ما هو قبلي وخاتما ليس له بعدی لهذا أكتمل فكر هذا | الفن وأصبح ذات صبغة تشريعية شرعية ملهمة ثائرة وثابتة الأركان والأصول فهل هو مكتمل .
ففي ظل ما يتواجد على الساحة العالمية من الهيمنة والسطو المعاصر واستقدام الثقافة الغربية على الشرقية بمفاهيم متعددة ، فتارة نجدها تحت لواء العولمة وأخرى بالحداثة وما بعد الحداثة والمعاصرة ، إلا أن العودة دائمة بعد كل مرحلة من التأثر الشرقي لكل ما هو غربي والأسباب متعددة ولكن من أكثرها تلك الأصولية والتنامي والاكتمال الفكري الفني في التراث بوجه عام والإسلامي بوجه خاص كونه فننا الخالص الواثق المترابط والمترجم لمشاعرنا ورؤیانا وعقیدتنا الاسلامية ، وكونه مترجما للتعاليم الإلهية ولسنة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) تلك التعاليم التي ترجمت بأنامل الفنانين الإسلاميين القدماء على مراحل متباعدة و بتداخل تأملات وفكر متنامي صاحبته ما يعرف بالتأويل أو إحداث ترجمات جماليه تأسست هذا الدين فنيا وأرست معه شخصية فنية إسلامية حقيقية وجعلت من هذا الفن فرع فكريا ومهاريا لاكتمال الفن الإسلامي.