xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
لا شك أن دراسة التأثيرات بين دولة وأخرى لها أهمية كبرى ، في معرفة قوة الشعوب ومدى الازدهار السياسي والحضاري ، الذي تتصف به دولة أو أخرى.
ومن هنا تتجلى أهمية دراسة التأثيرات الاسلامية الأندلسية على العمارة المسيحية في أسبانيا وفرنسا، كنتيجة من نتائج العلاقات ، ومظاهر الاحتكاك الحضاري بين الأندلس الإسلامية وإسبانيا وفرنسا النصرانية ، بما يؤكد أن تلك العلاقات لم تكن كلها حروب متصلة ، بل كانت هناك مظاهر العلاقات سلمية بين الطرفين ، ولكنها لم تأخذ حقها من البحث والدراسة ، بسبب تركيز المؤرخين القدامى ومعظم الباحثين المحدثين على النواحي السياسية والحربية ، وعدم الالتفاف إلى العلاقات الحضارية في جانبها المعماري والفني.
ولذلك وقع اختياري على التأثيرات الإسلامية الأندلسية على العمارة المسيحية في أسبانيا وفرنسا ، فلم يكد الفاتحون المسلمون يتمون فتح أسبانيا ، حتى بدأوا يقومون برسالتهم المعهودة في الإنشاء والتعمير، خاصة وأن أسبانيا وفرنسا بل وأوروبا كانوا يعيشون في جو قروي فقير، فلم يكن بها من آثار المدنية سوى ما بقي من أطلال الرومان والقوط (1). ولأن فن العمارة من أكثر الفنون اتصالا بالإقليم الذي تقوم فيه ، ومن خلال دراستنا للعمارة الإسلامية في الأندلس نلاحظ أن أهل الأندلس تمكنوا من إضفاء طابعهم الخاص على الفن المعماري الإسلامي الأندلسي ، ووضعوا أسس فنون العمارة والزخرفة في شبه جزيرة أيبريا بعد أن تخلصوا من النفوذ البيزنطي والقوطي في فن العمارة.