الخلاصة:
ظلت أوربا نحو ألف سنة تنظر إلى الفن الإسلامي كأنه أعجوبة من الأعاجيب؛ لأنه وثيق الصلة بالأراضي المسيحية المقدسة من جهة، ولجماله الذاتي الخاص من جهة أخرى.
وكانت حلقات الاتصال بين الشرق الأوسط والغرب الأوربي عبر طرق سلكتها الأساليب الفنية الإسلامية للوصول إلى أوروبا، كان أهمها: جزيرة صقلية ، ومجموعة جزر البحر المتوسط الشرقية، والأندلس ، والحروب الصليبية ، والحكم التركي العثماني للبلقان وشرق أوروبا.
لقد دانت صقلية للمسلمين أكثر من قرنين من الزمان، كما استولوا على جزر مالطة وقبرص وكريت وبعض ولايات جنوب إيطاليا، وانتهى الحكم الإسلامي الصقلية عام 483هـ/ 1090م، فآل الحكم إلى النورمانديين الذين أبقوا على النظم الإدارية والألقاب الإسلامية بل وأبقوا على اللغة العربية كلغة التخاطب بين جميع الطبقات ، وسكوا العملة على الطرز الإسلامية بكتابات عربية وتواريخ هجرية قرابة قرنين من الزمان ، حتى احتج على ذلك البابا في عام 647هـ/1249م، كذلك استمرت التقاليد الفنية الإسلامية في مجموعة تلك الجزر وفي جنوب إيطاليا مزدهرة لفترة طويلة، ومنها عبرت إلى عمق إيطاليا شمالا ثم إلى سائر أنحاء القارة الأوروبية.