الخلاصة:
أن الوسطية باعتبارها فضيلة انسانية تحقق التوازن والمقاربة البيئية والاجتماعية، وتقوم على منظومة متكاملة من الأفكار والممارسات والسلوكيات ، فالحضارة الإسلامية بنيت دعائمها على مبادئ التوحيد والوسطية كمنهج يرتبط بكل جوانب حياة المسلم ، فالوسطية هي ميزانها الدقيق ومعيارها القويم الذي يستوعب الحياة بمستجداتها ، والوسطية كمفهوم فكري يتنافى مع الافراط أو التفريط في دلالة على التوازن والتكامل والانسجام بين الإنسان وذاته وغيره في النظام الكوني ، وفي هذا السياق تظهر أهمية إحياء مفهوم الوسطية كقيمة حضارية وإنسانية ، كإطار فكري ومنهجي لتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية في تصميم المنشأت المعدنية يعتمد على فاعلية الشكل وكفاءة استخدام الموارد وترشيد استخدام الطاقة وتحسين الظروف البيئية ، ويمكن تحديد المشكلة في الحاجة إلى إحياء مفاهيم الوسطية في التصميم كقيمة حضارية وانسانية وكيفية دمج القيم الاعتبارية للوسطية في التصميم
كإطار قصدى لتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية. ويهدف البحث الى استحضار المبادئ التي قامت عليها الوسطية كمنهج بيئي واقتصادي في إطار مفاهيم التصميم المستدام ، وتفعيلها كفلسفة بنائية ومعايير استرشادية في تصميم المنشأت المعدنية المستدامة .