الخلاصة:
يرتبط الفراغ المكاني و الروحى في الشرق بما يسمى ب" العالم الروحاني" والذي فيه تمثل الخبرة التأملية الأساس في أي نشاط، الذي بدوره يمثل بالنسبة لغير الشرقي - أي تبعا للمفهوم الغربي مفهوما تصوفيا أو تعبديا . ( وهذه الحالة التأملية "الإشراقية" كما يصفها الفارسي السهروردی تتضح بشكل رمزي من خلال عالم الأفكار والنماذج الأولية المرتبطة بالشرق النوراني. وتبعا لهذه المفاهيم، يعيش الشرق في حالة من التطلع إلى العالم الروحاني، وهو نفسه الذي فقد من قبل الانسان عندما تعامل مع الواقع المادي والجوانب الفيزيائية والمادية للكون.)1 وحينما يتم طرح تساؤل حول الرمز وما يمثله أو يرتبط به من دلالات و معاني ، فكثيرا ما يطلق على أي شيء أو فعل أو حادث أو صفة أو علاقة تكون هي نفسها أداة ووسيلة لفكرة أخرى معينة بحيث تكون هذه الفكرة معنى لذلك "الرمز". ( فكثير من الأشياء تعتبر رموزا - أو على الأصح عناصر رمزية - لأنها عبارة عن صيغ ثابتة للأفكار والمعاني التي يتم تجريدها من التجربة، وهي تجسيدات ملموسة لبعض المواقف و الاتجاهات والرغبات والمعتقدات. )