الخلاصة:
نبتت العمارة الإسلامیة في بلاد مختلفة ولكنھا لم تستقي غذائھا من ثقافتھا الأولى
وحدھا، بل تأثرت بكل بلد حلت علیھ فإختلفت خصائصھا بإختلاف البیئات التي تواجدت
فیھا، فأصبح لكل بیئة أثرھا في عمارتھا من حیث ثقافتھا التي تخط علاماتھا على كل ما
تطولھ في تلك البیئة خاصة العمارة والفنون. ورغم ذلك فھناك وحدة الطابع الإسلامي،
والتي لابد وأن تجمع كل تلك المتناقضات في كینونة واحدة الرابط بینھا ھو الإسلام. وأولى
المنشآت التي لابد وأن تعبر عن بیئات منشأھا ھي المساجد المقدسة الثلاثة ( المسجد
الحرام –النبوي –الأقصى ) وھي القبلة التي یتوجھ الیھا المسلمین ،ولذلك لابد وأن تعبر
عن حضارتنا الإسلامیة وثقافاتنا الموروثة مع ضرورة وجود اختلاف بینھا حسب بیئة
المنشأ خاصة وأن ظروف كل منھم مختلفة، كما یجب توثیق ذلك نظرا للضغوط التي
یتعرض لھا كل منھم ، فالمسجدان الحرام والنبوي مثلا یتعرضا لعملیات توسعة دوریة مع
ازدیاد أعداد الحجاج والمعتمرین ومن ثم ان لم توجد تلك الخریطة الجینیة التي تحدد ملامح
التراث البیئي لكل مسجد فسوف تطمس ھویتھ وطابعھ الإسلامي المحلي. أما عن المسجد
الأقصى فإنھ یتعرض بإستمرار لخطر الھدم ومحو الھویة الإسلامیة من قبل أعداء الدین،
مما یحدو بنا ان نھتم بوضع تلك الخریطة التي تثبت ھویتھ العربیة الإسلامیة وجذوره على
مر العصور.