xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
" العمارة " منتج ثقافي .. ، جسدت بناها دلالاته ، وغدا " الإنسان " لقاءها كيانا فاعلا ، .. وثقت " الثقافة " لميوله الفكرية ، وأرخت " الحضارات " لذلك التوثيق .. استنادا إلى حقيقة مفادها : " أن العمارة أداة الثقافة .. والثقافة احد روافد الحضارة " .. إلى الحد الذي يمكن لقائه قراءة التاريخ في بني الموروث المعماري .. ؛ باعتبار الموروث دالة للقيم والأعراف وتجسيد للرؤي .. في شقه الرمزي ، وشاهدا علي تتابع الأحداث واقعها وما ألها .. في شقه الوظيفي .. ، هو أذن جزء من ذاكرة التاريخ .
والمسجد أحد مفردات هذه الذاكرة لم يكن يوما مجرد بوتقة الأداء العبادات .. بل لعله قد جسد حياة الإنسان المسلم في شتى أفلاكها .. فهو " المسجد ".. وهو " الملتقى "..، و كذا " الباعث " .. ، و" المحتوى ".. ، وهو "..، و..؛.. ف" المسجد " : بيت الله عز وجل ، وملتقى : شورى المسلمين ، وباعث : لسرايا الجهاد ، وحاوي : أنشطة الكفالة ، و... ، و إلى غير ذلك .. ، هو بالفعل "الواقع " ، وهو " الحياة " ، .. نبضها ، وسكونها ، إليه يعزي الأمل ، وبين جنباته تشكلت القيمة .. ، ولما لا !!! .. وقد خصه الله تبارك وتعالي بيتا له .. قال تبارك وتعالي : وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) صدق الله تعالي .. ؛ .. النظر لسمته غاية ، واللجوء إلي جنباته ضرورة، تاريخه تاريخ المسلم ، ماضيه مشرق ، وحاضره مغيب ، ومستقبله شارد !! .. وهو ورغم ذلك : أنعم به بيتا للإله .. ، فهو " المسجد " .. إرادته تبارك وتعالي .. ولو كره الكافرون !!.. الثابت إن " الإسلام " کشرعة ومنهاج قادر على احتواء متغيرات الزمان ومعطيات المكان ، وان مرونته تلك لاتمس " ثوابت " الصياغة التشكيلية لعمارة المسجد ؛ بيد أنها تفسح المجال لمواكبة " ماعدا " تلك الثوابت لما تمليه فرضیات ای واقع " زمانيا " و " مكانيا " .. ، بل إن ثبات مادون تلك الثوابت مدعاة ل " تقوقع " فكري و " تقليدية " تناول ؛ .. من شأنهما إن يعززا طروحات مروجي " الحداثة" لقاء ما قد توصف ب" التقليدية " من تراجع وجمود .. في سياق إشكالية " الاصالة " و "المعاصرة " !.. التي شهدت لها كافة مناحي الحياة ....