xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
إذا كانت العمارة هي السجل الذي يستقي منه تاريخ الأقدمين بما فيه من تقدم وازدهار ، أو تدهور وتخلف ، فإن العمارة الإسلامية قد سجلت لنا تاريخ الدول المتعاقبة و أعطتنا صورة صادقة عن منشئها ،حيث تكونت شخصية مستقلة الفنان المسلم في الأرجاء الواسعة والممتدة من الوطن الإسلامي ؛ و قد حافظت كل بيئة على موروثاتها المحلية حيث نجد أن الفنان المسلم قد طوع الفكر السائد و زاوجه مع الفكر الجديد إرضاء لعقيدته وللتقاليد المحلية الموروثة؛ و اظهر الغنان بكل وضوح التصاقه بالأرض وصور الطبيعة من حيوان ونبات ، وكنتيجة لملاحظته للطبيعة اكتسب نظرة مدققة واقعية و رغم أن نظرته واقعية أرضية إلا أنه أضفى عليها بعدا كونيا . و قد نفذ أعماله بأسلوب مبسط تجريدي ، ولم يعر أهمية للمنظور الذي ظهر لاحقا في فنون الدنيا ولكنه عالجه من خلال استخدامات اللون و الحجوم بذكاء .
و يمكن القول أن التصميم اللوني للعمارة الإسلامية بعد عملية منظمة، لها بعدان ، الإنسان و البيئة الطبيعية المحيطة في اتجاه يحقق أهدافا إنسانية و التخطيط اللوني للموقع هو فن تشكيل البيئة العمرانية الخارجية لتخدم و تلاثم و تدعم الاحتياجات الإنسانية وظيفيا وجمالیا۔
إن دراسة اللون في العمارة الإسلامية لها فائدة كبيرة في كشف عدد لا نهائي من الأمثلة التي أخذ اللون فيها مكانا هاما و أشكالا مختلفة ، حيث اعتبر في الشرق القديم عامل إظهار لغنى الأشكال. و سواء استعمل اللون في الواجهات الخارجية أو الداخلية فإننا نجد له تطبيقات متعددة في نتائجها الجمالية تنبثق من اختلاف طرق استعمال اللون و المكان المخصص له فتارة يدخل اللون التأكيد سطح أو كتلة بناء ، أو لتوحيد مظهرها ، أو لإبراز الميني عما يجاوره ، و تارة لإحداث تأكيدات محلية تظهر بعض الخطوط أو المسطحات .