الخلاصة:
استمر التواصل الحضاري في العمارة العربية الإسلامية منذ البدايات الأولى للعمارة والعمران في المنطقة العربية، وتحولت كل حضارة الى مجال خصب للدراسة والاقتباس والتطوير من قبل الحضارات التي تلتها. وتعتبر الدعوة الى تأصيل القيم المعمارية الأصيلة في العمارة والتخطيط العربي المعاصر هي دعوة لحماية الذاتية القومية العربية الإسلامية من عوامل التشويه والتغريب والجهل بأهميتها وخصائصها المتوارثة عبر الأجيال. وتعتبر عملية تأصيل النمط التصميمي للعمارة العربية الإسلامية هي جزء لا يتجزأ من الدعوة الى تأصيل القيم المعمارية التي استمرت محتفظة بأهميتها ومكانتها من خلال المراحل المختلفة التي عاصرت الإستمرارية والحضارية والرقي المعماري للعمارة العربية
إن العمارة تعبر عن الحضارة الإنسانية فكما يقول " فان لوك" في موسوعة تاريخ الحضارة البشرية: أن تاريخ الأمم والشعوب وحياة مجتمعاتهم منقوش على حوائط آثارهم المعمارية، وكما يصف ابن خلدون العمارة بقوله: أن طبائع العمران البشري هي أحسن الوجوه وأوثقها التي يقرأ على صفحتها تاريخ الشعوب، ولذلك فإننا نستطيع القول بأن الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية للعمارة المعاصرة من أولى متطلبات العصر الحديث، خاصة بعد أن طغت العمارة الغربية على كثير من مناطق العمران العربية الحديثة.
