الخلاصة:
يعتبر العصر المملوكي أغنى فترات التاريخ الإسلامي بما تخلف عنه من تحف خشبية متنوعة كالمنابر والتي تعتبر من عناصر المنفعة الهامة و الضرورية المرتبطة بالمنشأت الدينية التي تقام بها الصلوات الجامعة . ويعتبر المنبر في العصر المملوكي من وحدات الأثاث الهامة بالمنشأت الدينية التي ظهرت بها براعة النجار و المعمار المملوكي فزخرفت بأساليب مختلفة متعددة منها أسلوب التجميع و التعشيق وأسلوب الحفر والتطعيم بالعاج والأبنوس و الزرنشان فضلا عن أسلوب الزخرفة بالخرط و التلوين و التذهيب . حتى أصبح المنبر من أنفس قطع الأثاث بالمنشأت الدينية المملوكية
وفي هذا العصر تنوعت المواد التي أنشئت منها المنابر ، فقد جرت العادة أن تصنع المنابر من الخشب ، و لكن وجد في ذلك العصر منابر من الرخام مثال ذلك منبر جامع الخطيری 737 هـ/ 1336 م و منبر جامع آق سنقر 747 - 748 هـ/ 1346 - 1347 م أقدم مثال باق في المنشآت الدينية و منبر العطار 751 هـ/ 1350 م موضوع الدراسة و منبر السلطان حسن 757 - 764 هـ/ 1356 - 1362 م، و أخرى من الحجر مثال ذلك منبر جامع شيخو.
وقد استخدم الرخام و الحجر في صناعة المنابر لتلافي ما قد تتعرض له المنابر الخشبية من حريق أو غيره من العوامل الطبيعية مثل التلف أو قد تكون عرضة للنقل . واستخدم أيضا لثقله وصعوبة نقله ومتانته فضلا عن قلة تكاليفه.
و تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على المنابر المملوكية في مدينة طرابلس الشام و ما بها من عناصر انفردت بها عن المنابر المملوكية المعاصرة لها في القاهرة . و تعد هذه الدراسة أول دراسة فنية أثرية عن تلك المنابر .