الخلاصة:
ارتبط مصطلح العمارة الإسلامية لدى العامة والعديد من المعماريين بهذه الأشكال والمفردات التي أنتجتها في عصورها المتتالية على الرغم أن فكر العمارة الإسلامية كان يطبق بجميع مضامينه وأسراره وروحانياته, ليس إنتاجا لأشكال أو تركيب لها وإنما خبرات متتالية وإسقاطات دينية واجتماعية وثقافية لاواعية وحلولا لمشاكل بيئية واجتماعية، إنها حالة من الاحتياج الحقيقي لإنتاج عمارة مناسبة ومتوائمة مع هذا المجتمع.
ثم ما لبث هذا الفكر أن تلاشی مضمونه القوي الراسخ من أفكار ورؤى المصممون, وذلك بسبب سيطرة الفكر الغربي واستعماره وانجراف معظم معماريين العرب نحو عمارة الغرب بصورة شكلية وبعيدة حتى عن مضامين هذا الفكر الغربي وأصوله وأسباب تطوره, وبالتالي تجاهلوا فلسفة ومبادئ العمارة الإسلامية من ناحية والغربية من ناحية أخرى.
والمشكلة البحثية هي أن محاولات التعامل مع التراث الإسلامي في العمارة المعاصرة أصبحت ما هي إلا تغليف المباني غربية التكوين بمفردات إسلامية كما حدث في أغلب توجهات ما بعد الحداثة في عمران العالم العربي الذي تعامل بصورة مباشرة مع لغة الأشكال لإحداث حالة من التوافق مع الذوق العام, وأصبحت عمارة تلك المجتمعات العربية على ما هي عليه الآن , وباتت لغتنا مفككة ركيكة.
من هنا بهدف البحث إلى محاولة الربط بين المتغيرات التي شكلت العمارة المعاصرة والمفاهيم التي أوجدت العمارة الإسلامية خلال المدخل البيئي في التصميم والتوجهات المختلفة التي تعاملت مع هذا المدخل الإنتاج عمارة تتوافق مع كل من البيئة والتقدم العلمي والتقني المعاصر, بالإضافة إلى إظهار بعض التجارب التي تعاملت مع العمارة المعاصرة خلال هذا المفهوم لتنتج نموذج معماری معاصر تقنية إلا أنه يحترم المبادئ والمفاهيم المؤسسة للعمارة الإسلامية