xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
لقد شكلت الدائرة معانی رمزية في مختلف الحضارات القديمة , و لكن في التشكيل الإسلامي المجرد نجدها تشكل المحور أو الأساس التي تنبعث منه كل الخطوط و الأشكال والمساحات و التي تتكاثف و تتراكب كلما تداخلت خطوطها و أنساقها و لكن تجمعها دائما الوحدة ( رمز التوحيد في الإسلام ).
وتتسم الدائرة دون الأشكال الهندسية الأخرى بمكانة خاصة ذات طابع محدد. فهي تبدو بلا بداية أو نهاية , و لذلك فهي تحوي تعبيرا عن الاتجاه أو عن التكيف مع المجال المتضمن , و بواسطة شكلها الجوهرى فإنها ترتبط ببنائيات دورية أو حلقية .
وعندما يتم التركيز على محيط الدائرة , تبدو الدائرة نفسها وكأنها خط مغلق يشكل مجال دائرى سواء أكان مملوءا أو فارغا. و إذا ما عرض سمك الخط المشكل لذلك المحيط , تدرك الدائرة بصفتها حلقة مستديرة و يمكن وضع نقطة وسط الدائرة و منها تنبع عدة خطوط و هكذا تشكل هيئة عجلة. إن مجموعة من الدوائر المتحدة المركز قد تبدو قريبة من الشكل الحلزوني و لذلك فالدائرة هي الشكل الهندسي الأكثر شمولا حيث أنها تتضمن كل الأشكال الأخرى التي تأتي منها الأسس المشكلة للتصميمات المستوحاة من العناصر الكونية . حيث ينظر اليها بوصفها نقطة ذات عمق في المعنى , أو بوصفها خط دائري متواصل - تشكلة نقاط صغيرة متلاحمة - أو بكونها سطح دائري مستوى.