الخلاصة:
تعرف الحضارة الإسلامية بذخائرها المتعددة في كافة المجالات، وتعرف بذروة سنامها من عمائرها المنتشرة في طول البلاد وعرضها، وأبرز ما يميزها مساجدها ومآذنها التي تمثل تجسيدا للركن الثاني من أركان الإسلام وهو الصلاة.
وامتثالا لما أمر به الدين الحنيف من شروط الأداء الصلاة كان لا بد من الطهارة، فانتشرت الحمامات العامة، أي التي فتحت لجميع الناس، بالقرب من المساجد، في معظم المدن الإسلامية، ومن هذه المدن بعض المدن اللبنانية الساحلية كبيروت، وصيدا، وطرابلس، وبعض مدن جبل لبنان التاريخية كدير القمر، وبيت الدين، وبعض مدن البقاع كمدينة عنجر التاريخية.
إلا أن كثيرا من هذه الحمامات اندثر (لنشوء الحمامات داخل المنازل ولم يبق منه أثر كحمامات بيروت، ولم يبق من مدن الساحل التي لا تزال تحوي بعضا من هذه الحمامات إلا مدينتا طرابلس وصيدا، وبعض هذه الحمامات لا يزال يعمل حتى الآن.
أما الحمامات التي لا تزال موجودة في جبل لبنان فكان بعضها مخصصة للعائلات الحاكمة أو الأمراء، وتوجد في دور الإمارة، كما في دير القمر مقر الإمارة المعنية، وفي بيت الدين مقر الإمارة الشهابية، وقد توقف العمل بها منذ وقت طويل.