xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".
بهذه الآية الكريمة اعتاد صناع الزجاج المسلمون أن يزينوا المشكاة في عهد المماليك ، وفي العصر الحديث اتخذها مصمموا الفنون التطبيقية منهجاً علمياً يتبعونه في التصميم بما أدركوه من معانيها التي تحدد وظيفة المشكاة الإضاءة" وخامة صناعتها "الزجاج وأهم مواصفاتها البريق واللمعان وفكرة عملها زيت الإضاءة".
والمشكاة في اللغة هي كل كوة غير نافذة وقد أطلقت كلمة مشكاة على الزجاجة أو القنديل الذي كان يوضع فيه المصباح.
وقد وصلتنا نماذج رائعة من المشكاوات التي يمتلك متحف الفن الإسلامي بالقاهرة مجموعة منها تزيد عن أي متحف آخر عدداً وقيمةً وجمالاً فنيأ ، وترجع المشكاوات المعروفة حالية إلى دولة المماليك حيث بلغت صناعة الزجاج في مصر أوجها وعرف الصناع المصريون أساليب صناعية عديدة ، وتجلت براعتهم بصفة خاصة في فن المشكاوات تجاوبا مع الحاجة إلي تجميل المنشآت الدينية التي كان سلاطين المماليك وأمرائهم يتنافسون على إقامتها.
والكتابة العربية من أهم الزخارف التي استخدمت لزخرفة المشكاة ، وكذلك استخدمت الزخارف النباتية التي تداخلت مع الكتابة في صياغة تشكيلية حقق بها الفنان المسلم الإنسجام الجميل للزخرفة ، وفي بعض الأحيان استخدمت الرنوك شارات السلاطين والأمراء وأصحاب الوظائف العليا".
ويتعرض البحث للتقنيات المختلفة لتشكيل الزجاج في العصور الإسلامية ، والتركيب الكيميائي للزجاج الإسلامي والأكاسيد المعدنية المستخدمة لتلوينه ، وكذا مراحل تصنيع المشكاوات الزجاجية.
ويحاول البحث من خلال دراسة تحليلية مقارنة للخطوط التصميمية والزخرفية لبعض المشكاوات الزجاجية المحفوظة في المتحف الإسلامي والموجودة بمساجد القاهرة أن يصل إلى منهج معاصر يتم تطبيقه في إنتاج مشكاة تحمل المقومات الوظيفية والتقنية والجمالية لروح التراث الإسلامي الذي تنبع منه ولمعطيات العصر الحديث الذي تنتمي إليه.