الخلاصة:
سعت العديد من الطروحات لتحليل المدينة العربية الاسلامية وبيان خصائصها الشكلية والتركيبية بوصفها مرجعا يمكن اعتماده لتحقيق التواصل الزماني والمكاني في مقابل الانقطاع الذي أفرزته المدن الحديثة وبيئتها الحضرية, وما نتج عنه من مشاكل حضرية وحضارية أثرت سلبا في المجتمع المعاصر فالفضاء الحضري الذي صمم تطبيقا لمبادئ الشريعة والسنة, وكما أثبتت الطروحات, لطالما كان المحتوى الاجتماعي لشاغليه.
وضحت الدراسات والبحوث إستراتيجية التواصل في العمارة في مجالات وتخصصات مختلفة, ومن وجهات نظر عدة, وخاصة في ما يتعلق بالفضاء الحضري , وكيفية خلق النتاج المعماري المتواصل. إلا إن فهم هذا الموضوع ما زال غير واضحا, ويقع في مستويات عدة متعلقة ببعضها, تستلزم التدرج بها الحل هذه الإشكالية, مما شكل حافزا أساسيا لقيام هذا البحث في ضوء أمس شاملة وموضوعية لتفسير مقوماته الأساسية.
بموجب ذلك تبنى البحث توجها نحو توضيح إستراتيجية التواصل الشكلي في الفضاء الحضري بهدف استخلاص المفردات الشكلية للفضاء الحضري في المدينة العربية الإسلامية وإعادة استثمارها بوصفها مراجعة شكلية في النتاج المعاصر لتحقيق التواصل ألزماني - المكاني وتأكيد هوية المدينة العربية الإسلامية ويعكس خصوصيتها.