xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
في الآونة الأخيرة ظهرت تصميمات لأنماط مختلفة من العمارة حول الحرم الشريف، وجامت بأشكال متعددة، وارتفعت المباني بارتفاعات شاهقة حول الحرم في الجهات المسطحة الخالية من الجبال، فاختفى المسجد الحرام بين تلك المباني وأصبح لا يرى إلا من ثنايا هذه المباني، ناهيك أن المسجد الحرام يقع بوادي منخفض انخفاضا كبيرا كما أكد ذلك القرآن الكريم على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومكة المكرمة العاصمة المقدسة مدينة لها وضع خاص جالب للمسلمين، فهي خير بقاع الأرض وأطهرها وأحبها إلى الله ورسوله ومهبط الوحي مكة المكرمة أحب البلاد إلى الله ورسوله ، لقد وردت النصوص الشرعية المثبتة أن هذا البلد الحرام هو أفضل البلاد وأحبها عند الله عز وجل، وأن الله اصطفى هذه البقعة وحرمها منذ خلق السماوات والأرض. الحفاظ على إظهار عمارة المسجد الحرام والمنطقة المحيطة به، ومن هنا تأتي مشكلة البحث: حيث أن السرعة التي واكبت التطور العمراني لمنطقة الحرم الشريف كان لها أثرها السلبي على المسجد الحرام، فلم تكن المباني موافقة للتراث، ولم تكن بارتفاعات تحفظ للمسجد الحرام مكانته وهيبته أيضا، ولم تكن بعيدة عن الحرم الشريف، بل ملاصقة للمسجد الأمر الذي تسبب في تشويه عمارة المسجد الحرام، كما افتقدت المباني الجديدة للمفردات التشكيلية المميزة للتراث الإسلامي أو للطراز الحجازي، بل جاء بطريقة سطحية بعيدة عن الطراز الإسلامي تماما . ويهدف البحث إلى الإهتمام بمنطقة الحرم الشريف وما حولها، فإن مكة المكرمة ليست مدينة إسلامية فقط، أو مجرد ظاهرة جغرافية أو تاريخية فحسب، بل هي أولا وقبل كل شيء ظاهرة دينية اتسمت بتقديس وتعظيم من الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم حسب ما جاء في التشريع الإسلامي. حيث أن الطابع التاريخي للمكان يفرض علينا الحفاظ على هيبة ووقار أهم وأشرف المساجد على وجه الأرض، فهو بيت الله العتيق وأول مسجد وضع على الأرض، ونظرا لأهمية إرتفاعات المباني في منطقة المسجد الحرام بمكة المكرمة كان الواجب أن تلتزم خريطة التخطيط بابتعاد تلك البنايات عن المسجد بمسافة كافية تحفظ الرؤية لمشاهدة المسجد من بعد تعظيمه وشرفا لهذا المسجد، وحفاظ على وقار وهيبة بيت الله الحرام، وأن لا يكون بجواره بناء يعلى عليه ولا يساويه إرتفاعه ولا يؤثر عليه وعلى طابعه التاريخي، إنطلاقا من أوامر الشريعة التي فرضت علينا تعظيم شعائر الله، مرورا بالحفاظ على التراث المعماري والهوية الاسلامية للمنطقة، وصولا الى تحقيق الجوائب الجمالية للعمارة الإسلامية، فالعمارة هي وعاء الحضارة، وهي تمثل الهوية الثقافية والمستوى الإبداعي والجمالي للإنسان، ويفترض البحث بعض الحلول التي قد تحقق الأهداف: والمستوحاة من نماذج عديدة في كثير من الدول، التي ابتكرت فنادق في تشبه الكهوف في الصخور الجبلية، وتعد هذه الفنادق من أهم ما يميز تلك الدول، ومن هنا يمكن إستغلال المناطق الجبلية المحيطة بالحرم الشريف وإعادة صياغتها بتصميمات معمارية تكون في شكل فنادق ومنازل لزوار بيت الله الحرام، مع الحفاظ على التكوين الشكلي الأصلى لك الجبال للحفاظ على الطابع التاريخي للمنطقة، وتظل تحمل خصوصيتها التي كانت عليها.