الخلاصة:
يعد الفن رافدا من روافد العلم والمعرفة ووسيلة للتعبيرعن شتى المشاعر الإنسانية فضلا عن كونه انعكاسا العادات وتقاليد الشعوب المختلفة وهذا يبدو واضحا من نتاجاتها الفنية لذلك فانه يعد ضرورة من ضرورات الحياة وسمة من سمات ديمومتها.
تميز الفن الإسلامي عن غيره من الفنون بكونه أوسعها انتشارا وذلك للتوسع المضطرد للحضارة الإسلامية و التي امتدت من الصين شرقا إلى أسبانيا غربا، وأن لاختلاف الطرز والفنون لدى شعوبها المختلفة أثر في الاختلاف الظاهر في بعض عناصرها وأساليبها الفنية إلا أنها متشابهة في أصولها ويجمعها الطابع الإسلامي.
وقد شهد الفن الإسلامي في العصر الأندلسي بشكل خاص تنوعا ونهوضاً في شتى المجالات التطبيقية ونتاجا غزيراً على مستوى صناعة التحف الفنية وفي مجال العمارة والمنسوجات والمصنوعات الخشبية والمعدنية والزجاج والخزف بشكل خاص حيث لاقت هذه الصناعة ازدهارا كبيرا وقد وصل إلى عصرنا الحالي نتاجات خزفية تفصح عن رؤية متجانسة بفعل المزاوجة بين الأداء الجمالي والوظيفي وهذا ما تناوله البحث الحالي في دراسة (القيم الجمالية للزخرفة الإسلامية في القدور الخزفية الأندلسية) وذلك عن طريق دراسة وتحليل النماذج الموجودة في القدور الخزفية الأندلسية والمنفذة بواسطة الأكاسيد الملونة والمزخرفة بالزخارف المتنوعة وبأساليب الزخرفة العربية الإسلامية .