الخلاصة:
إن الحضارة الإسلامية وخصائصها تظهر لنا من خلال ثمرة التفاعل الفني المتنوع مع المواقف الواقعية ومحاولات لحلها وتسجيلها من خلال الأعمال الفنية ، حيث أن الفن هو وسيلة من وسائل التخاطب والتواصل لما يحمله من شحنات الفعالية وعقلية يؤثر على المحطين في حاضرة وهو أناء حامل لكل هذه المواقف والخبرات والثقافات لتوصيلها لعالم سوف يأتي في المستقبل ليكون دليل على حضارة شعب أو منطقة فهو عاكس لسلوك شعب أو مرحلة ما فإن الحضارة تظهر من خلال فنها وخصائصها ومضامينها باختلاف فنونها .
فعندما يتبادر إلى ذهننا الحضارة الاسلامية يتبادر لنا مدى اهمية الفن الاسلامي وبناء الانسان على اسس وقواعد اسلامية ممتزجة بالفن و الإبداع الفني لدى الفنان وتأثير ثقافتها المشبعة على اعماله الفنية التي تنبع من تربة هذا المجتمع العربي، لذلك حينما نتحدث عن الحضارة الإسلامية المرتبطة بقضايا الفن، إنما نحاول نجد المفاهيم المرتبطة والمستندة لهذا الفكر فكثير من الإنتاج الفني في هذه الحقيبة الفنية تشاهدها من خلال الطراز المعماري للمباني والمساجد والتركيبة الداخلية للاثاث الداخلى لما يحمله من طابع معبر من قيم وتقاليد هذه الحضارة.
والتي هي بدورها المنيع الأساسي لوحى الفنان وإسناده لتحقيق العمل الفني المبدع لمحاورة نفسه على القيام بأعمال فنية جديدة ذات طابع مميز وإبداعي ، مما يجعل الإعلام على دراية كاملة بهذه الحضارة الفنية وسماتها واستغلها للتعرف على الشعوب العربية وحضارتها الإسلامية من خلال الطرز الفنية و الأخذ بوحداتها و المزج بها في الفن الحديث في محاولة لنمو الفكر الإبداعي.
حيث إن الصلة بين الفن والإعلام هي صلة وطيدة لأن الإعلام هو الوسيلة السريعة الانتشار لمعرفة الآخرين عن حضارة هذا الفن ولغته وهي توصيل ما بداخل الفن وثقافته لجميع الأجناس فالحضارة الإسلامية لها تأثير كبير في التعايش مع جميع الأجناس المختلفة لما لها
طابع مميز في الإذابة السريعة من خلال القوانين والأحكام الإلهية التي تربط بينها وبين جميع الأفكار والثقافات الأخرى لعمل تجانس أمن يؤدي لامان البشرية رغم اختلاف المذاهب والمعتقدات، لأن الدين الاسلامی وضع قوانين لتوضيح العلاقات الإنسانية و التركيبة المجتمعية وحل جميع المشكلات الاجتماعية ليكون هدفها الأساسي هو الإنسان وتركيبها البيولوجية والأيديولوجية وكيفية معرفة الإنسان لهذه الحقيقة الذاتية والتعامل معها ومع مجتمعه والخروج بهم للعالم الخارجي في إطار فکری منظم للتفاعل مع الحضارات الأخرى
فالحضارة الإسلامية تعمل على وضع منهج علمي تجريبي غير مباشر من خلال النصوص القرآنية التي ترسم خطوط عريضة للعلاقات الإنسانية ، وللانسان مع ذاته ومع الآخرين، ويتضح لنا هذا من خلال الأعمال الخزفية الفنية وما تحتويه من سمات تعبر عن الحضارة الإسلامية الخالية من العري والكشف عن المستور والالتزام بالنصوص مع التنوع والتناغم في الوحدات
ولقد تأثرت الحضارات الغربية بالحضارة الاسلامية لما لها طابع روحاني يؤثر في أي المجتمع لما له من أصالة في صلاحية التطبيق و التقية ، حيث أن اكتشف العالم العربي رغم تطوره وحداثته إلا أن كثير من اكتشافاته العلمية الكبيرة التي يرمح ويسارع وراءها العالم أجمع ، إلا أنها ترجع مرة أخرى الى أساس الطبيعة العلمية الإلهية الوحدانية.