الخلاصة:
تعتبر الحضارة الإسلامية من أرقى الحضارات التي وجدت في تاريخ البشرية كما أن المعالم الأثرية تمثل خير شاهد عن التفوق و الإبداع في مجال العمارة و الفنون مما أكسبها مكانة مميزة من الجانب الحضاري والإنساني لقد أثرت عدة عوامل على عمارة المدن على مر العصور مثل العوامل: الاقتصادية، السياسية، الطبيعية و الدينية. فتعاليم الدين الإسلامي حللت بدقة معالم الفن و العمارة الإسلامية.
تعبر العمارة التقليدية في العالم الإسلامي عن أصالة القيم التي تفرضها مبادئ الدين والعقيدة الإسلامية والتي تستند مبادئها على مبدأ التفاعل العضوي بين الإنسان وبيئته المناخية ، الاجتماعية ، المعتقدات والرمزية. كما أولت الاعتناء الدقيق للاحتياجات الوظيفية والأبعاد الروحية للمباني التقليدية ضمن الفكر الإسلامي، مما أتاح لها استنباط ما يناسبها من الحضارات السابقة و إضافة التميز بما يتلاءم مع القيم الإسلامية.
إن الجزائر من بين الدول المغاربية التي تتوفر على ثروة ثمينة في مجال العمارة و الفنون الإسلامية، والتي تميزها عن باقي الدول الإسلامية نظرا لتعاقب فترات تاريخية عديدة والتي جعلت الاحتلال الفرنسي يجري العديد من الدراسات المعمقة.
يهدف هذا البحث لدراسة الاحتياجات الوظيفية والأبعاد الروحية في العمارة التقليدية الجزائرية من خلال إبراز الدور الفعال لها في اختيار التنظيم القضائي والاعتناء بالبعد الروحي لخدمة المجتمع الإسلامي و كذا دراسة وتحليل بعض المباني التقليدية في الجزائر بالإضافة إلى العناصر المعمارية و الزخرفية المستعملة لفترة ما قبل الاحتلال الفرنسي.