الخلاصة:
إن إسهامات المرأة المسلمة غطت مناح عدة في مجتمعنا الإسلامي ، فقد شاركت المرأة الرجل في مجالات عديدة فهي في ساحات القتال تضمد وتداوي الجرحى ، وفي الحث على الجهاد ضد من يريد أن يدنس تراب الوطن ، وعالمه ومتعلمة في مجال العلم وخاصة العلوم الشرعية وما يتعلق بها ، شاركن في تعمير او بناء المؤسسات الدينية والتعليمية والخدمية ، وهذا ينفي صفة اضطهاد الإسلام للمرأة ، التي يروج لها المغرضون ضد الإسلام وأهله.
أن الدين الإسلامي أظهر مرونة كبيرة للفئة النسوية وخصص لهن مساحة واسعة من أجل القيام بدورهن كفئة مؤثرة وفعالة في المجتمع الإسلامي وكانت لهن الحرية التامة في مجال النهوض بالجانب الحضاري والمشاركة بلون أي قيود ، ولكن نساء العائلات الحاكمة كن في المقدمة وحصلن على العديد من الفرص مقارنة بالفئة النسوية العامة هذه ساعدته لتقديم دورا مهما في المجال العمراني والتعليمي والثقافي .
وكان للنساء دورا مؤثرا في الجانب السياسي ايضا ، وقد عملن في إدارة الشؤون السياسية في مناسبات عدة في العصر الأيوبي والمثال على ذلك ضيفة خاتون بنت السلطان العادل زوجة الملك الظاهر غازي حيث كان وليا على حفيدته ، ولا يمكن أن نتغاضى عن دور شجرة الدر زوجة السلطان الصالح نجم الدين أيوب التي تولت لفترة وجيزة أمور البلاد بعد وفاة زوجها وكذلك بعد مقتل توران شاه ابن السلطان الصالح نجم الدين ایوب.
لقد تأثرت النساء الأيوبيات بدور المراة في الحياة السياسية والحضارية اسوة بالعصور التي سبقت العصر الأيوبي ولاسيما العصر الدولة الزنكية حيث انتهج الأيوبيون في العديد من مجالات النهج الزنكي وهذا التأثير لم يكن في الجانب السياسي فقط وإنما شمل الجانب الحضاري بصور العامة.