xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
بات العالم اليوم قرية كونية واحدة ، وخاصة بعد التقدم الهائل في نظم الاتصالات والمعلومات ، و أصبح من السهل لجميع الطلاب النهل من المصادر المختلفة عبر الشبكة العنكبوتية أكثر من المراجع الموثقة ، وهذا أدى إلى الإحجام عن المكتبات, وساعد عدم مصداقية بعض المصادر و شيوع الغزو الثقافي الهائل عبر هذه الشبكة في أن ينهل الطالب الجامعي من المصادر غير الموثوق بها أو مجهولة المصدر ,ومن واقع التدريس لمرحلة البكالوريوس بكلية التربية الفنية لوحظ توجه الطلاب إلى اختيار بعض الرموز الماسونية في تصميم مشغولاتهم الفنية ،وذلك لاتجاههم إلى تلك الشبكة بوصفها مصدرًا لاستلهام رموز تصميمات مشغولاتهم دون وعى أو فهم للمضمون الفكري والعقدي لتلك الرموز، وتتحدد مشكلة البحث في التساؤلات الآتية:
- هل يعرف طالب كلية التربية الفنية الأبعاد الأيديولوجية للرموز العقدية الماسونية ؟
- هل توجد فروق بين تصميمات المشغولات الفنية للطلاب الذين خضعوا للتعريف بنوعية هذه الرموز وانتمائها العقدي والفكري ، و بين الذين استلهموا منها مشغولاتهم الفنية دون التعرف على أيديولوجيتها ؟
ويهدف البحث إلى تحديد الوعى الثقافي لطالب كلية التربية الفنية تجاه أيديولوجية الرموز العقدية الماسونية ، والتعرف على مدى تأثير الغزو الثقافي لتلك الرموز على طالب كلية التربية الفنية ، واكتشاف دور تعريف الطلاب بها وأيديولوجيتها على اختياراتهم لتلك الرموز لتصميم منتجاتهم الفنية ،ودعم نظرية الأمن الفكري لهؤلاء الطلاب التربية؛ للحد من غزو تلك الرموز لإ نتاجهم الفني.
وتكمن أهمية البحث فيما يتناوله من موضوع مهم على الساحة المحلية والإقليمية ، وهو غياب انتماء الجيل الحالي واغترابه ، إيمانا بأن إذكاء هذا الانتماء وتقويته لدى هؤلاء الطلاب هو الآلية الإيجابية لمجابهة هذا الغزو الثقافي الخانق .
ويتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي التجريبي في إطار تجربة على شعبتين من طلاب مرحلة البكالوريوس بكلية التربية الفنية جامعة حلوان في إنتاج تصميمات مشغولات فنية ، وروعي أن تكون إحداهما لديها معرفة ووعى بالمضمون العقدي لتلك الرموز ،لافتراض أن هناك فروقا بين المشغولات الفنية للطلاب الذين خضعوا للتعريف بنوعية تلك الرموز وانتماءاتها العقدية والفكرية ،وبين الطلاب الذين استلهموا منها مشغولا تهم الفنية دون التعرف على أيديولوجيتها ,و وضع تصور لغرس ثقافي لتدعيم الأمن الفكري لهؤلاء الطلاب.