xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
بعد الحرب العالمية الأولى، بدأت الفوضى والتفكك يصيبان العالم، فسعي الفنان إلى تأسيس مفهوم جديد للجمال قائم على ان كل الاشياء من حولنا تحوي قيما جمالية تعبر عن حقيقة ذهنية او شعورية للواقع، فرفض الفنان القواعد الاكاديمية، ورفع شعار (لا للفن) بهدف محاربة الفن بالفن، كرد فعل احتجاجي للواقع الذي افرزه القرن العشرين، والتأكيد على دور الفن في المجتمع. فجاءت أعمالهم عبارة عن فوضى من الاشكال، كما ظهر فيها خامات مثل الخشب او الجرائد وغيرها، فيما عرف بفن التلصيق (الكولاج). وفي خمسينيات القرن العشرين ظهر فن التجميع أو التركيب (الأسمبلاج)
وفن التجميع (الأسمبلاج) هو تركيب أشياء متفرقة متباينة في خصائصها وإعادة صياغتها وترتيبها، وربط بعضها البعض للحصول على وحدة متكاملة لخلق علاقة جديدة قائمة على التوافق والاتساق فيما بينها، باستخدام تلك الأشياء المتباينة والمختلفة. مما أفسح المجال لتعدد الحلول التشكيلية وإثراء الفكر الإبداعي.
فانتقاء الخامات سابقة التجهيز لأغراض أخرى غير فنية التي يتشكل منها فن (الأسمبلاج)، هي في حد ذاتها عملية إبداعية، تحددها رؤية الفنان لما سوف يكون عليه شكل العمل الفني، ثم ينظم تلك العناصر على سطح العمل، لخلق صياغات جديدة. تتلاشى فيه الوظيفة الأساسية التي صنعت لها تلك العناصر، ليسمو بها مع العناصر المجاورة داخل العمل لتحقيق فكرته. وهذا هو الأساس الذي يرتكز عليه هذا البحث وهو دور تقنية (الأسمبلاج) في اثراء الفكر الإبداعي لدى الفنان. فتتعدد الحلول الإبداعية نتيجة تفاعل الفنان مع خامات مختلفة واشياء لامحدودة تحمل دلالات خاصه تلتقطها عين الفنان، وبالتالي تتنوع طرق الأداء نتيجة لما اوحت به تلك العناصر للفنان تدعمها خبرته وتجربته.
وعلى هذا فإن فن (الأسمبلاج) بخاماته غير التقليدية اللامحدودة نتيجة التقدم الصناعي والتكنولوجي، يولد أفكارا لا محدودة وأيضا ورؤى إبداعية غير تقليدية.