الخلاصة:
غدت الصناعة السياحية في وقتنا الحالي أهم موردٍ اقتصادي للدول على اختلاف مستوياتها،لما تذره من عملة صعبة تصب في دفع قاطرة التنمية المستدامة ليس في المجال الاقتصادي فحسب،إنما حتى في المجال الاجتماعي والثقافي أيضاً،ولعلّ َأبرز مقومات هذه الصناعة الموروث المادي بنوعيه التابث والمنقول،لأن حب الفضول والمعرفة الذي طبع قلوب البشر منذ القدم في اكتشاف الجوانب الخفية من هذا العالم هو الدافع الأساسي في سعي الإنسان لسبر أغوار الماضي من خلال زيارة بصمات الأسلاف،وتجدر الإشارة أن الوصول إلى فحواها لا يتأتى إلاَّ بتسطير مجموعة من الجهود التي يأتي في مقدمتها الترويج، يعرف الترويج السياحي بأنّه “عملية إحداث المعرفة لدى السائح عن الشركة وبرامجها وإحداث تفاعل إيجابي بين السائح وبين المعلومات التي حصل عليها عن طريق الجهود الترويجية. نقصد به كذلك التعريف بالمنتج السياحي على أوسع نطاق ممكن،عبر عدَّة قنوات،كالملصقات الإشهارية والأنترنت والتلفاز عبر ما يبث فيه من أفلام تاريخية تتضمن مشاهد لمآثر معمارية تزيد التأثير في المشاهد، ومن ثمَّ برز دورٌ جديد تمثَّل في الصناعة السنيمائية، لأن شركات الإنتاج السنيمائي تدفع مقابل مادي لتصوير مقاطع للمعالم الأثرية والمواقع التاريخية في أفلامها، مثلما حدث في معبد البارثنون بإيطاليا،ومن هنا تظهر جلياً ازدواجية الفائدة من عملية الترويج،فمن جهة نعرِّف بمكتسباتنا الثقافية ومن جهة نتحصل على مداخيل تستعمل في أعمال الصيانة الدورية والترميم، لذلك أمكن اعتبار عملية الترويج حلقة رابطة بين الموروث المادي وبين الحياة المعاصرة،فمن دونه سيبقى في خانة النسيان مندون أي دور أو اهتمام ومعالجة ، الأمر الذي سيؤدي لا محالة في نهاية المطاف إلى زواله من الوجود كلياً. ومن هنا تأتي أهمية الجهود الترويجية لإنجاح البرامج السياحية وتنبع من ثمة أهمية الإتصال السياحي باعتباره المحور الفعّال داخل مكوّنات المزيج الترويجي الأربعة :البيع الشخصي،الإعلان،ترويج المبيعات،العلاقات العامة.
فالترويج السياحي لا يتم إلاّ من خلال الإتصال عبر هذه الأنشطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالسائح لإقناعه بأهمية التعامل على برنامج سياحي معين. و هذا ما سيتضمنه البحث