xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
في عصر يتسم بالعولمة والانفتاح والحداثة، يمثل التراث العمراني الأداة الرئيسية لنقل القيم والقواعد المشتركة والتواصل بين الماضي والحاضر وتعزيز الهوية الوطنية للشعوب، و أيضاً أحد العوامل الاقتصادية التي يمكن أن تعزز نوعية حياتنا من خلال الجذب السياحي. ولعل حفظ وتنمية الأصول التاريخية والمواقع التراثية تكتسب اليوم أولوية في سياسات المجتمع الدولي والحكومات المحلية، وذلك بسبب الدور الرئيسي الذي يمكن أن تضطلع به في تعزيز السياحة وزيادة الفرص الاقتصادية .
و تشكل المدن التاريخية القديمة نواة لتطور العديد من المدن الحديثة ، فهي تمثل إرثا حضاريا زاخراً ببعده التاريخي و نسيجه العمراني ، و أهمية المدن القديمة و المواقع الأثرية جاءت في كونها نتاجاً يحتوي على طبقات متوالية من التاريخ البشري طبيعياً ومعنوياً.
وتعتبر إسبانيا من أجمل البلدان في العالم حيث تتوفر على موقع استراتيجي مميز وطبيعة خلابة وتاريخ عريق. وقد خضعت إسبانيا للحكم الإسلامي و كان اسمها الأندلس ، وفي تلك الفترة الطويلة التي حكم فيها المسلمون إسبانيا أو الأندلس خلفوا وراءهم العديد من المعالم والآثار ، وكيف تحولت هذه الآثار الإسلامية الأندلسية في إسبانيا إلى مزارات ووجهات سياحية لآلاف السياح سنويا، من مساجد وقصور وقلاع إسلامية مازالت صامدة إلى يومنا هذا، ساهمت في إنعاش السياحة الاسبانية و ازدهارها.
وعليه في هذه الورقة البحثية سنتطرق إلى بعض المفاهيم العامة مثل التراث العمراني ،السياحة الثقافية، التنمية الاقتصادية ، ونسلط الضوء على دور التراث العمراني و السياحة الثقافية في التنمية الاقتصادية ، لنقف في الأخير على أهم الآثار الإسلامية الأندلسية في اسبانيا، ومدى مساهمتها في التنمية الاقتصادية.