الخلاصة:
ما نبنيه اليوم يصبح في القريب تراثاً مؤثراً في حياة الأجيال التالية يستقي منه الخبرات ؛ لذا علينا أن ننتبه لما نبنيه وهل هو مرتبط مع هويتنا وهل هو أحد الخطوات للإنتقال لعمارة المستقبل، وفي سمة من سمات البناء للمساجد وهي النقوش الكتابية نحاول أن نكتشف ذلك؛ حيث تعد النقوش الكتابية أحد العناصر الأصيلة المرتبطة بعمارة المسجد ، وقد تفنن المسلمون على مر العصور في توظيف النقوش الكتابية العربية بالمسجد ، فأمتزاج فن الكتابة مع فن العمارة كان جزءاً من الطابع المعماري للمساجد الأثرية ومعبرا عن الهوية الإسلامية ؛ ولذلك يهدف البحث إلى رصد التوظيف المعماري الحالى للنقوش الكتابية بالمساجد وإستنتاج خصائصها ، تم إستخدام المنهج الوصفي التحليلي، حيث شمل الإطار النظري إعطاء نبذه تاريخية لإستخدام الكتابة بالمساجد الأثرية بمصر، تحديد المفردات التصميمية ذات الصلة بالتوظيف المعماري للنقوش الكتابية ومناقشة تلك المفردات، ثم تصنيفها تمهيدا لإجراء الدراسة الميدانية. تبع ذلك إجراء دراسة ميدانية شملت عينة من عشرة مساجد جامعة حديثة من مدن مختلفة بمصر وهي: مدينة القاهرة - مدينة السادس من أكتوبر - أسوان- الغردقة - شرم الشيخ – دمياط – العاصمة الإدارية الجديدة – دكرنس بالدقهلية - أسيوط – الأسكندرية . تضمنت الدراسة الميدانية أربع خطوات هي: تحديد مفردات التصميم قيد الدراسة وكيف يتم دراستها ، وتحديد عينات الدراسة، وعرض البيانات الوصفية عن المساجد، وجمع وتحليل بيانات الدراسة الميدانية. خلص البحث إلى وجود أرتباط قوى للنقوش الكتابية في المساجد الحديثة بالأشكال التراثية وأستخدامها بمسطحات كبيرة نسبياً خاصة في الحوائط الداخلية والقباب من الداخل والمحراب، وميل استخدام النقوش الكتابية المعاصرة إلى الاستخدام الوظيفي أكثر منه زخرفي، كما أتضح أن هناك حاجة للتجديد من حيث الشكل الهندسي للكتابة أو إستخدام مواد متطورة تتيح أمكانيات عمل تكوينات مستحدثة.