xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
التراث هو ما كل خلفه الأجداد ليكون جسراً من الماضى نعبر به من الحاضر إلى المستقبل، والتراث فى الحضارة بمثابة الجذور فى الشجرة، كلما غاصت وتفرعت كانت الشجرة أقوى وأقدر على مواجهة تقلبات الزمان، فلا حضارة بدون تراث، مما جعل حماية التراث والحفاظ عليه بشكل أمثل لأجيال المستقبل ضرورة وطنية ودولية. ويشتمل التراث على الآثار والمبانى والأماكن، وكذلك العادات والتقاليد والعلوم والآداب والفنون ونحوها، وهو يختلف من أمة إلى أخرى، ومن قومية إلى أخرى، لكنه يتحد فى وحدة أساسية، هى الإستمرارية. فالتراث هو جوهر التنمية المستدامة، لذا ينبغى حمايته ونقله للأجيال المستقبلية لضمان تنميتها؛ فهو يساعد على فهم الماضى ويعزز الرفاهية المادية والروحية للأفراد. والبلد الذى لا يهتم بحماية تراثه سيخلو من مضمونه القومى، وينقطع عن سياق حضارته، حيث نقطة الصفر، فالتراث هو الهوية، ومن دونه تضمحل الأمم وتتفكك داخلياً، وقد تندمج فى إحدى التيارات الحضارية والثقافية العالمية القوية، التى يلهث الأغلبية ورائها بقوة. وعملية نقل التراث إلى الأجيال المعاصرة ليست سهلة، فإحتمالية تحريف القيم التراثية تعد من أبرز الأخطار التى تواجهه؛ بسبب الغزو الثقافى الذى تتعرض له البلاد العربية، وإحلال قيم ثقافية جديدة تتصل بالحضارة الغربية. ومن ثم كان لابد أن تتواجد العديد من الحملات الإعلانية الداعمة للتراث والحامية له، محلياً ودولياً، سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، هذا مع التركيز على النشأ أطفالاً وشباباً كعناصر أكثر تأثراً بما يعرض لها خارجياً قبل داخلياً، ومن ثم كان لابد من المحاولة فى جعلهم متمسكين بتراثهم، والذى يشكل عاملاً مهماً فى الحفاظ على التنوع الثقافى فى مواجهة العولمة الثقافية المتزايدة، ويساعد على الحوار بين الثقافات ويشجع على إحترام الآخر.