الخلاصة:
من ضمن ترسانة الأساليب الإبداعية للمصور الفوتوغرافي لا يمكننا التغاضي عن التأثيرات الفنية المتعددة التي يتيحها إظهار حركة الموضوعات في الصورة، والتي تظهر كأنها ضربات فرشاة ملونة على سطح اللوحة الفوتوغرافية. فإظهار حركة الأجسام يضفي المزيد من الإثارة والديناميكية للصورة الثابتة، كما أنه يساعد على لفت انتباه المشاهد إلى الأجزاء الثابتة والتي تظهر حادة التفاصيل داخل إطار الصورة مقارنةً بالأجسام المتحركة التي تطوف حولها وبينها بشكل ضبابي. فالتصوير بأزمنة التعريض الطويلة يؤدي إلى ظهور الأجسام المتحركة بشكل ضبابي مموه blurred وكأنها تتدفق عبر الزمن. ووفقاً لطول زمن التعريض يمكن تسجيل حركة السحب أو تدفق المياه أو ذبول زهرة، الأمر الذي يتيح الحصول على صور تتحقق فيها تجربة بصرية فريدة غير مألوفة للعين البشرية. وهناك العديد من التقنيات المستخدمة في إظهار الحركة في الصورة الفوتوغرافية الرقمية، منها ما يعتمد على ثبات الكاميرا أثناء التعريض: مثل تقنية تصوير مسارات حركة النجوم star trails. ومنها ما يعتمد على تحريك الكاميرا أثناء التعريض: مثل تقنية متابعة الموضوعات المتحركة panning. وتنفيذ كل من هذه التقنيات بالشكل الأمثل يتطلب التخطيط الجيد لشكل الحركة المتوقعة قبل التصوير، وكذلك ضبط العديد من العناصر أثناء التصوير. وتكمن مشكلة البحث في كيفية ضبط التكوين والوضوح والتعريض وسرعة الغالق، بالإضافة إلى الحفاظ على حدة تفاصيل الأجزاء الثابتة في التكوين، والتخلص من التشويش noise الناشئ عن أزمنة التعريض الطويلة. ولذلك يهدف البحث إلى الوقوف على الكيفية التي يتم بها تنفيذ كل من تقنيات إظهار الحركة في الصورة الفوتوغرافية الرقمية؛ لنحقق الدقة في التكوين وضبط الوضوح والتعريض، مع الحصول على التأثير المطلوب من إظهار الحركة في الصورة الثابتة.