الخلاصة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى من دعا بدعوته، واهتدى بهديه بإحسان إلى يوم الدين وبعد،، الحضارة الإسلامية واحدة من أعظم الحضارات الإنسانية التي قامت على مر العصور، وتميزت عن غيرها بقيامها على أسس ومبادئ مادية وروحية ثابتة. واهتمت تلك الحضارة بالإنسان باعتباره غايتها الأولى، ولذلك سعت إلى تحقيق الطمأنينة والسلام والأمن، وإقامة المجتمع الفاضل وإسعاد البشرية. ولقد كان الإسلام بمبادئه وقيمه هو مصدر الإلهام لقيام الحضارة الإسلامية وازدهارها.
وفي هذا البحث سوف تقدم نبذة مختصرة عن مفهوم الحضارة بشكل عام، ثم مفهوم الحضارة الإسلامية بشكل خاص، ويتبعها عوامل قيامها، والأسس التي قامت عليها، وعناصرها، ثم تطورها تاريخيا، وجغرافيا، وعوامل ازدهارها، والجوانب المختلفة في الحضارة الإسلامية عن غيرها من الحضارات الأخرى، بجانب تسليط الضوء على نظام الأسرة في الإسلام باعتباره نظاما فاعلا، كان له دورا كبيرا في النهوض الحضاري، حيث انعكس الاستقرار الاجتماعي النظام الزواج على الجوانب الحضارية الأخرى للمجتمع المسلم. فالأسرة هي جزء مهم من القاعدة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي، لذلك فقد أعطاها الإسلام من الرعاية والاهتمام ما لم يعطيها أي نظام ديني أو اجتماعي آخر. ولكي يكون للأسرة دور فعال، يحب أن تكون قائمة على أسس قوية ودائمة ومستقرة، ومستمدة من أصول راسخة، أساسها القرآن الكريم والسنة النبوية.